سلمة وميمونة، حولها النفر الذين يحرسون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم عباد بن بشر، وأبو نائلة، ومحمد بن مسلمة.
قال ابن عقبة: ومر رجل من قريش بصفوان بن أمية فقال: أبشر بهزيمة محمد وأصحابه، فوالله لا يجبرونها أبدا. فقال صفوان: أتبشرني بظهور الاعراب " فوالله لرب من قريش أحب إلى من رب من الاعراب، وغضب صفوان لذلك، وبعث صفوان غلاما له فقال: اسمع لمن الشعار فجاءه فقال: سمعتهم يقولون: يا بني عبد الرحمن يا بني عبيد الله، يا بني عبد الله، فقال:
ظهر محمد وكان ذلك شعارهم في الحرب (1).
وروى محمد بن عمر عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: مضى سرعان الناس من المنهزمين، حتى دخلوا مكة، ساروا يوما وليلة - يخبرون أهل مكة بهزيمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعتاب بن أسيد بوزن أمير، على مكة ومعه معاذ بن جبل، فجاءهم أمر غمهم، وسر بذلك قوم من أهل مكة وأظهروا الشماتة، وقال قائل منهم: ترجع العرب إلى دين آبائها، وقد قتل محمد وتفرق أصحابه، فتكلم عتاب بن أسيد يومئذ فقال: إن قتل محمد، فان دين الله قائم - والذي - يعبده محمد حي لا يموت، فما أمسوا من ذلك اليوم حتى جاء الخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوقع بهوازن، فسر عتاب بن أسيد، ومعاذ بن جبل، وكبت الله - تعالى - من هناك ممن كان يسره خلاف ذلك.
فرجع المنهزمون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلحقوه بأوطاس وقد رحل منها إلى الطائف (2).
ذكر إرادة شيبة بن عثمان - قبل أن يسلم - الفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رآه في نفر قليل، وما وقع في ذلك من الآيات روى ابن سعد وابن عساكر عن عبد الملك بن عبيد، وأبو القاسم البغوي، والطبراني، والبيهقي، وأبو نعيم، وابن عساكر عن عكرمة - رحمهم الله تعالى - قالا: قال شيبة: لما كان عام الفتح دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة، وغزا حنينا، قلت أسير مع قريش إلى هوازن، فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غرة، وتذكرت أبي وقتله حمزة، وعمي وقتله علي بن أبي طالب، فقلت: اليوم أدرك ثاري من محمد، وأكون أنا الذي قمت بثار قريش كلها، وأقول:
لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا اتبع محمدا ما تبعته أبدا، فكنت مرصدا لما خرجت له، لا