فيه، فاغترف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غرفة بيده من مائها فمضمض بها فاه ثم بصقه فيها ففارت حتى امتلأت، فهي كذلك حتى الساعة.
ذكر من استعمله - صلى الله عليه وسلم - على الحرث بتبوك قال شيوخ محمد بن عمر: استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حرسه بتبوك من يوم قدم إلى أن رحل منها عباد - بفتح العين المهملة وتشديد الموحدة - ابن بشر - بكسر الموحدة - رضي الله عنه - فكان عباد يطوف في أصحابه على العسكر، فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقال: يا رسول الله، ما زلنا نسمع صوت تكبير نم ورائنا حتى أصبحنا، فوليت أحدنا يطوف على الحرس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ما فعلت، ولكن عسى أن يكون بعض المسلمين انتدب " فقال سلكان - بكسر السين المهملة وسكون اللام - ابن سلامة: يا رسول الله، خرجت في عشرة من المسلمين على خيلنا فكنا نحرس الحرس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " رحم الله حرس الحرس في سبيل الله، ولكم قيراط من الاجر على كل من حرستم من الناس جميعا أو دابة ".
ذكر أكله - صلى الله عليه وسلم - من جبن أهداه له أهل الكتاب بتبوك عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجبنة في تبوك فدعا بالسكين فسمى وقطع (1)، رواه أبو داود.
ذكر دعائه - صلى الله عليه وسلم - على غلام مر بينه وبين القبلة وهو في الصلاة روى الإمام أحمد، وأبو داود عن يزيد بن نمران - بكسر النون وسكون الميم - قال:
رأيت رجلا بتبوك مقعدا، فقال: مررت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على حمار، وهو يصلى - فقال " اللهم اقطع أثره " فما مشيت عليها بعدها. وروى أيضا عن سعيد بن غزوان - بفتح المعجمة وسكون الزاي - عن أبيه أنه نزل بتبوك وهو حاج فإذا رجل مقعد قال:
سأحدثك حديثا فلا تحدث به ما سمعت أني حي، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بتبوك إلى نخلة فقال: " هذه قبلتنا "، ثم صلى إليها، فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى مررت بينه وبينها، فقال:
" قطع صلاتنا قطع الله أثره " فما قمت عليها إلى يوم هذا (2).