أغرب عني فلا تكلمني. قال: أي صفوان فداك أبي وأمي. أفضل الناس وأبر الناس وخير الناس ابن عمك، عزه عزك، وشرفه شرفك وملكه ملكك، قال: إني أخافه على نفسي. قال: هو أحلم من ذلك وأكرم، قال: ولا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها، فقال: امكث مكانك حتى آتيك بها، فرجع عمير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن صفوان أبى أن يأنس لي حتى يرى منك أمارة يعرفها، فنزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمامته فأعطاه إياها، وهي البرد الذي دخل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتجرا به برد حبرة، فرجع معه صفوان حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بالمسلمين العصر في المسجد، فلما سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاح صفوان: يا محمد، إن عمير بن وهب جاءني ببردك، وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك، فان رضيت أمرا وإلا سيرتني شهرين. فقال: " انزل أبا وهب " قال: لا والله حتى تبين لي قال: " بل لك تسيير أربعة أشهر " فنزل صفوان، ولما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هوازن وفرق غنائمها فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفوان ينظر إلى شعب ملان نعما وشاء ورعاء، فأدام النظر إليه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمقه فقال: " يا أبا وهب يعجبك هذا الشعب؟ " قال: نعم قال: " هو لك وما فيه " فقبض صفوان ما في الشعب، وقال عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. وأسلم مكانه (1) ذكر إسلام هند بنت عتبة وما وقع في ذلك من الآيات رضي الله عنها عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قالت هند بنت عتبة: يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض خباء أو قالت من أهل خباء أريد أن يذلوا من أهل خبائك ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض خباء أو قالت من أهل خباء أحب إلي من أن يعزوا من أهل خباء أو قالت: خبائك، رواه الشيخان (2).
وروى محمد بن عمر عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - قال: سمعت مولاة لمروان بن الحكم تقول: سمعت هندا بنت عتبة بن ربيعة تقول وهي تذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول: أنا عاديته كل العداوة، وفعلت يوم أحد ما فعلت من المثلى بعمه وأصحابه، وكلما سيرت قريش مسيرة فانا معها بنفسي أو معينة لقريش، حتى أن كنت لاعين كل من غزا إلى محمد، حتى تجردت من ثيابي، فرأيت في النوم ثلاث ليال ولاء بعد فتح مكة، رأيت كأني