رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا تسلكها ". قال: لم يبق الا طريق واحد يقال له: مرحب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اسلكها ".
ذكر دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أشرف على خيبر روى ابن إسحاق عن أبي مغيث بن عمرو - رضي الله عنه - وهو بغين معجمة، وثاء مثلثة عند ابن إسحاق، وبعين مهملة مفتوحة ففوقية مشددة فموحدة عند الأمير، ومحمد بن عمر بن شيوخه، قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أشرف على خيبر، قال لأصحابه: " قفوا " فوقفوا.
فقال: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما أذرين فانا نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها، أقدموا بسم الله ". وكان يقولها لكل قرية يريد دخولها. ورواه النسائي وابن حبان عن صهيب (1).
ذكر وصول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر قال محمد بن عمر: ثم سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إنتهى إلى المنزلة، وهي سوق لخيبر، صارت في سهم زيد بن ثابت - رضي الله عنه - فعرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها ساعة من الليل، وكانت يهود لا يظنون قبل ذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزوهم لمنعتم وسلاحهم وعددهم، فلما أحسوا بخروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم قاموا يخرجون كل يوم عشرة آلاف مقاتل صفوفا، ثم يقولون: محمد يغزونا هيهات هيهات!! وكان ذلك شانهم، فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بساحتهم لم يتحركوا تلك الليلة ولم يصح لهم ديك حتى طلعت الشمس، فأصبحوا وأفئدتهم تخفق وفتحوا حصونهم غادين معهم المساحي، والكرازين والمكاتل، فلما نظروا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولوا هاربين إلى حصونهم.
وروي الإمام الشافعي، وابن إسحاق، والشيخان من طرق عن إنس - رضي الله - قال: سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فانتهى إليها ليلا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا طرق قوما بليل لم يغر عليهم حتى يصبح، فإذا سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم حتى يصبح، فصلينا الصبح عند خيبر بغلس، فلم نسمع أذانا، فلما أصبح ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركب معه المسلمون وأنا رديف أبي طلحة، فاجرى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فانحسر عن فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاني لارى بياض فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن قدمي لتمس قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -