قال محمد بن عمر: ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت والمفتاح في يده، وخالد بن الوليد يذب الناس عن الباب حتى خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم روى عن برة بنت أبي تجراة بفتح الفوقية، وكسر الجيم، وبالراء - رضي الله عنها - قالت: نظرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده المفتاح ثم جعله في كمه (1).
ذكر خطبته - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح روى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب والبخاري في صحيحه عن مجاهد. وابن أبي شيبة... وابن إسحاق عن صفية بنت شيبة، والبيهقي عن عبد الله بن عمر، وابن أبي شيبة عن عبد الله بن عبيدة قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج من البيت استكف له الناس، وأشرف على الناس وقد ليط بهم حول الكعبة - وهم جلوس - قام على بابه فقال: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده " ولفظ الإمام أحمد، ومحمد بن عمر: " الحمد لله الذي صدق وعده، ثم اتفقوا " ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، يا معشر قريش ماذا تقولون؟ ماذا تظنون؟ " قالوا: نقول خيرا ونظن خيرا، نبي كريم، وأخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فاني أقول كما قال أخي يوسف: " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين "؟ [يوسف 92] " اذهبوا فأنتم الطلقاء " فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الاسلام، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ألا إن كل ربا في الجاهلية أو دم مأثرة أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين - وأول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وفي قتيل العصا والسوط والخطأ شبه العمد الدية مغلظة مائة ناقة، منها أربعون في بطونها أولادها، ألا وإن الله تعالى - قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتكبرها بابائها، كلكم لادم وآدم من تراب " (2). ثم تلا هذه الآية: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) [الحجرات 13] " يا أيها الناس!! الناس رجلان، فبر تقي كريم وكافر شقي هين على الله، ألا إن الله - تعالى - حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، ووضع هذين الأخشبين، فهي حرام بحرام الله، لم تحل لاحد كان قبلي، ولن تحل لاحد كائن بعدي، لم تحل لي إلا ساعة من نهار يقصرها - صلى الله عليه وسلم - بيده هكذا - ولا ينفر صيدها، ولا يعضد عضاهها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد، ولا يختلى خلاها " فقال العباس،