يخف عليك. فقلت: إن كان ملكا استرحنا منه، وإن كان نبيا فسيخبر، فتجاوز - وفي لفظ - فعفا عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومات بشر من أكلته التي أكل ولم يعاقبها.
وذكر محمد بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها " ما حملك على هذا؟ " قالت:
قتلت أبي وعمي وزوجي وأخي - فأبوها الحارث وعمها يسار وأخوها رحب وزوجها سلام بن مشكم.
وعن أبي سلمة عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما مات بشر بن البراء أمر باليهودية فقتلت. رواه أبو داود، ووقع عند البزار من حديث أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد سؤاله للمرأة اليهودية واعترافها - بسط يده إلى الشاة وقال لأصحابه:
" كلوا باسم الله " قال: فأكلنا وذكرنا اسم الله، فلم يضر أحد منا.
قال الحافظ عماد الدين بن كثير: وفيه نكارة وغرابة شديدة. قلت: وذكر محمد بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلحم الشاة فاحرق.
ذكر قدوم جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - ومن معه من الأشعريين من أرض الحبشة روى الشيخان، والإسماعيلي، وابن سعد، وابن حبان، وابن منده عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: لما بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وإخوان لي، أنا أصغرهم، أحدهم أبو رهم - بضم الراء، وسكون الهاء - والاخر أبو بردة، إما قال: في بضع، وإما قال: في ثلاثة أو اثنين وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة - قلا ابن منده: حتى جئنا مكة - ثم خرجنا في بر حتى أتينا المدينة - فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة: فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فتح خيبر قال: فاسهم لنا، وما قسم لاحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا من شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معنا، وذكر البيهقي - رحمه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سال الصحابة أن يشركوهم ففعلوا ذلك (1)، انتهى.
قال: فكان أناس يقولون لنا: " يعني أصحاب " السفينة: سبقناكم بالهجرة.
ودخلت أسماء - بنت عميس - بعين وسين مهملتين، وبالتصغير - وهي ممن قدم معنا