قال ابن سعد وتبعه في العيون: كان السبي ستة آلاف رأس، والإبل أربعة وعشرين ألف بعير، والغنم أكثر من أربعين " ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية فضة.
وروى الطبراني عن بديل - بموحدة مضمومة فدال مهملة فتحتية ساكنة فلام، بن ورقاء - رضي الله تعالى عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أن تحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم فحبست (1).
قال ابن إسحاق: وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الغنائم مسعود بن عمرو الغفاري، وروى عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب قال: سبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ ستة آلاف سبي بين امرأة وغلام، فجعل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حرب. وقال البلاذري:
بديل بن ورقاء الخزاعي - والله تعالى أعلم.
ذكر صلاته - صلى الله عليه وسلم - الظهر بحنين وحكومته بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس في دم عامر بن الأضبط الأشجعي الذي قتله محلم بن جثامة كما سيأتي في نقل محمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر عن شيوخه قالوا: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر يوما بحنين ثم تنحى إلى شجرة فجلس إليها، فقام إليه عيينة بن حصن يطلب بدم عامر بن الأضبط الأشجعي وهو يومئذ سيد قيس ومعه الأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة لمكانه من خندف فاختصما بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعيينة يقول: يا رسول الله، والله لا أدعه حتى أدخل على نسائه من الحرب والحزن ما أدخل على نسائي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تأخذ الدية؟ " فأبى عيينة حتى ارتفعت الأصوات وكثر اللغط، إلى أن قام رجل من بني ليث يقال له مكيتل - قصير مجتمع عليه شكة كاملة ودرقة في يده فقال: يا رسول الله، إني لم أحد لما فعل هذا شبها في غرة الاسلام إلا غنما وردت فرمي أولها فنفر آخرها. فأسنن اليوم وغيره غدا فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده وقال تقبلون الدية خمسين في فورنا هذا، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة " فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقوم حتى قبلوا الدية وفي رواية: فقام الأقرع ابن حابس فقال: يا معشر قريش، سألكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتيلا تتركونه ليصلح به بين الناس فمنعتموه إياه، أفامنتم أن يغضب عليكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيغضب الله - تعالى عليكم - لغضبه، أو يلعنكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيلعنكم الله تعالى بلعنته، والله لتسلمنه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لا يأتين بخمسين من بني