رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يطوف بالبيت - عام الفتح - فلما دنا منه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أفضاله؟ " قال: نعم. قال: " ماذا كنت تحدث به نفسك؟ " قال: لا شئ، كنت أذكر الله، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: " استغفر الله ". ثم وضع يده على صدره فسكن، وكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق شئ أحب إلي منه، ورجع فضالة إلى أهله، قال: فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها، فقالت: هلم إلى الحديث، فقال لا. وانبعث فضالة يقول:
قالت هلم إلى الحديث فقلت لا * يأبى على الله والاسلام إذا ما رأيت محمدا وقبيله * بالفتح يوم تكسر الأصنام لرأيت دين الله أضحى بينا * والشرك يغشى وجهه الاظلام ذكره أبو عمر الدرر، ولم يذكره في الاستيعاب، وهو على شرطه، وذكره القاضي في الشفاء بنحوه.
ذكر الآية في رفعه - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب رضي الله عنه - لالقاء صنم قريش روى ابن أبي شيبة، والحاكم عن علي - رضي الله عنه - قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى بي الكعبة، فقال: " اجلس " فجلست بجنب الكعبة، فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على منكبي فقال: " انهض " فنهضت، فلما رأى ضعفي تحته قال: " أجلس " فجلست، ثم قال: " يا علي، اصعد على منكبي " ففعلت، فلما نهض بي خيل إلي لو شئت نلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة، وتنحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " ألق صنمهم الأكبر " وكان من نحاس موتد بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " عالجه " ويقول لي: " إيه إيه " " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ". فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه (1).
ذكر طلبه - صلى الله عليه وسلم - المفتاح من عثمان بن طلحة رضي الله عنه روى محمد بن عمر عن عبد الله بن عمر، وابن أبي شيبة عن أبي هريرة - رضي الله عنهما - ومحمد بن عمر عن علقمة بن أبي وقاص الليثي - رحمه الله تعالى - ومحمد بن عمر عن شيوخه يزيد بعضهم على بعض، قال عبد الله: كان عثمان قد قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة مسلما مع خالد بن الوبيد، وعمرو بن العاص قبل الفتح، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -