يا ليل: لا ينزل إليك أحد، ولكنا نقيم في حصننا، خبانا فيه ما يصلحنا سنين، فإذا أقمت حتى يذهب هذا الطعام خرجنا إليك بأسيافنا جميعا حتى نموت عن آخرنا.
فقاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرمي عليهم وهو يقاتلونه بالرمي من وراء الحصن، فلم يخرج إليه أحد، وكثرت الجراحات له من ثقيف بالنبل، وقتل جماعة من المسلمين.
ذكر بعثه مناديا ينادي: من نزول من العبيد فهو حر قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير: حدثني عبد الله بن المكرم الثقفي، ومحمد بن عمر عن شيوخه قالوا: نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر " فخرج من الحصن بضعة عشر رجلا: المنبعث، وكان اسمه المضطجع فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبعث حين أسلم، وكان عبدا لعثمان بن عامر بن معتب، وكان جوادا روميا، والأزرق بن عقبة بن الأزرق وكان عبدا لكلدة - بفتح الكاف وسكون اللام، وبالدال المهملة - الثقفي ثم صار حليفا في بني أمية، ووردان وكان عبدا لعبد الله بن ربيعة الثقفي، ويحنس - بضم التحتية وفتح الحاء المهملة والنون المشددة وبالسين المهملة - النبال وكان عبدا ليسار بن مالك الثقفي، وأسلم سيده بعد، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه ولاءه، وإبراهيم بن جابر، وكان عبدا لخرشة - بفتح الخاء المعجمة والراء والشين المعجمة الثقفي، ويسار، وكان عبدا لعثمان بن عبد الله. وأبو بكرة نفيع - بضم النون وفتح الفاء وسكون التحتية - بن مسروح - بفتح الميم وسكون السين المهملة وضم الراء وبالحاء المهملة - وكان عبدا للحارث بن كلدة، وإنما كني بابي بكرة لأنه نزل في بكرة من الحصن، ونافع أبو السايب وكان عبدا لغيلان بن سلمة، فأسلم غيلان بعد، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولاءه إليه، ونافع بن مسروح، ومرزوق غلام لعثمان بن عبد الله.
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف " من خرج إلينا من العبيد فهو حر " فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة، فاعتقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1).
وروى الشيخان عن أبي عثمان النهدي قال: سمعت سعدا - وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله - وأبا بكرة - وكان قد تسور حصن الطائف قالا: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام " (2). وفي رواية نزل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة