يدخل بها. ثم خشى تغير خاطر سعد، فأمر بدفعها لابنه قيس، ثم إن سعدا خشى أن يقع من ابنه شئ يكرهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذها، فحينئذ أخذها الزبير، ويؤيد ذلك ما رواه البزار بسند على شرط البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان قيس في مقدمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة، فكلم سعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصرفه عن الموضع الذي هو فيه مخافة أن يقدم على شئ فصرفه عن ذلك. انتهى.
وروى ابن أبي شيبة عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، والطبراني عن عروة: أن العباس قال: يا رسول الله!! لو أذنت لي فأتيتهم. أي أهل مكة - فدعوتهم فأمنتهم، فركب العباس بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشهباء، وانطلق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " ردوا علي أبي، ردوا علي أبي، فان عم الرجل صنو أبيه - " انى أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود، دعاهم إلى الله - تعالى - فقتلوه، أما والله لئن ركبوها منه لاضرمنها عليهم نارا " فكره العباس الرجوع، وقال: يا رسول الله، إن ترجع أبا سفيان راغبا في قلة الناس، فيكفر بعد إسلامه فقال " احبسه " فحبسه، فذكر عرض القبائل ومرورها بابي سفيان، وفيه فقال أبو سفيان: امض يا عباس. فانطلق العباس حتى دخل مكة فقال: يا أهل مكة!! أسلموا تسلموا قد استبطنتم بأشهب بازل (1). انتهى.
وفي حديث عروة عند الطبراني: وكفهم الله عز وجل - عن العباس - انتهى. قال العباس، فقلت لأبي سفيان بن حرب: أنج ويحك - فأدرك قومك قبل أن يدخل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج أبو سفيان، فتقدم الناس كلهم حتى دخل مكة من كداء فصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، أسلموا تسلموا، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قالوا: قاتلك الله! وما تغني دارك؟! قال: ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن. فقامت إليه هند بنت عتبة زوجته، فأخذت بشاربه، وقالت: أقتلوا الحميت الدسم الأحمس، قبح من طليعة قوم. فقال أبو سفيان: ويلكم! لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم مالا قبل لكم به.
ذكر من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله يوم الفتح، ولا يدخل فيما عقد من الأمان وهم: عبد العزى ابن خطل - بفتح الخاء المعجمة، والطاء المهملة، وآخره لام وكان قد أسلم، وسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله وهاجر إلى المدينة، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -