فأتاه هرقل ومالأه على پرويز، فخرج هرقل في مراكب كثيرة في الخليج إلى بحر الخزر وسار إلى طرابزندة وأبواب لازقة (كذا) واستنجد هناك ملوك الأعاجم من اللان والخزر والسير والأبخاز وكرزان والأرمن وغيرهم، حتى صار إلى بلاد أران والبيلقان وآذربايجان والماهات من أرض الجبل، واتصلت جيوشه بأرض العراق فشن الغارات وقتل وسبى، فاحتال عليه پرويز بحيلة صرفته فرجع إلى القسطنطينية (1).
وفي هذه العبارة كأن هرقل هو الذي أفسد الأمر بين شهربراز وپرويز، ومالأه عليه، فخرج عليه، وتغاضى عنه شهربراز فتجاوزه حتى فعل ما فعل.
ولكنه عكس الأمر قبل ذلك في " مروج الذهب " فيقول: ثم فسدت الحال بين پرويز وشهريار (كذا) ومايل شهريار ملك الروم، فسيره شهريار نحو العراق، إلى أن انتهى إلى النهروان، فاحتال عليه پرويز بكتب كتبها إليه مع بعض من كان في ذمته من أساقفة النصارى في العراق، فأفسد الحال بينه وبين شهريار حتى رده إلى القسطنطينية (2) والأول أولى من هذا الثاني البعيد جدا: أن يكون شهر براز أو شهريار هو الذي سير هرقل نحو العراق. ويترجح ما في " التنبيه والاشراف " على ما في " مروج الذهب " إذ نسخة الثاني الموجودة والمتداولة هي نسخة سنة 332 ه. في موارد متعددة من الكتاب، والأول ألفه سنة 345 كما في موارد متعددة من الكتاب أيضا، وهي سنة وفاة المسعودي، قد نبه في " التنبيه " على أنه حين تأليفه قد بدل