* (والذين هاجروا في الله) * إلى آخر السورة مدنية (1) وكذلك نقل السيوطي في " الاتقان " (2) ثم ذكر الطبرسي سائر الأقوال بسائر الاستثناءات في الآيات، ولم يتظافر النقل باستثناء قتادة، بل روى السيوطي في " الدر المنثور " عن قتادة نفسه أيضا أنها الهجرة إلى الحبشة (3).
وسنذكر أن هذه السورة هي آخر سورة نزلت في شعب أبي طالب، ونذكر بعد ذلك أن بيعة العقبة الأولى أيضا كذلك كانت في آخر موسم عمرة قبل الخروج من الشعب، وأن النبي أذن لأصحابه بعد ذلك بالهجرة إلى المدينة تدريجيا. فلو كانت الآية العاشرة من سورة الزمر بقوله سبحانه فيها * (وأرض الله واسعة) * مبدأ إذن النبي بالهجرة إلى الحبشة، فمن المحتمل أن تكون هذه الآية مبدأ إذن الرسول هذه المرة بالهجرة إلى المدينة، مع وضوح الفرق بين الفترتين في حال البلدين. ولكننا لا نجد شيئا في ذلك عند رواة الحديث والتفسير والتأريخ.
ومن المحتمل كذلك أيضا أن تكون الآية بل السورة مما نزل في أواخر السنة الحادية عشرة للبعثة، قبل بيعة أصحاب العقبة بسنة، إذ كان قد قدم مكة من أرض الحبشة أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي مع زوجته أم سلمة، فلما آذته قريش وبلغه اسلام من أسلم من الأنصار خرج إلى المدينة مهاجرا فكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب