وقد بحث هذا الموضوع العلامة المحقق السيد مهدي الروحاني في كتابه " بحوث مع أهل السنة والسلفية " وخلص إلى القول: بأن هذه الأحاديث - أي أحاديث عرض الحديث على الكتاب - ناظرة إلى قبول الموافق ورد المخالف، أما مالا يوافق ولا يخالف فهو باق تحت حجية الأخبار، فعدم وجود معنى حديث ما في كتاب الله لا يفيد مخالفة هذا الحديث له.
2 - بالاعتماد على القرآن الحكيم علينا أن نحدد معالم شخصية الرسول الكريم التي تمثل أسمى إنسان وجد ويوجد على وجه الأرض، متصفا بصفات الفضل والكمال متخليا عما عداها، حتى جعله الله لنا أسوة وقدوة مطلقا فقال: * (ولكم في رسول الله أسوة حسنة) * (1) فهو كما وصفه حفيده الإمام الهادي (عليه السلام) في الزيارة الجامعة: " عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن، وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا " فهو المعصوم عن المعاصي والمبرأ من كل عيب وعاهة وآفة منفرة للناس عنه، فلا يرى في أعماله أي تشتت أو ضعف، ولا في أقواله أي تناقض أو تهافت أو سخف، بل الفضائل الكاملة، والصفات الإنسانية الرفيعة الفاضلة: حكمة وعلما، وشجاعة وحزما، وسكينة ووقارا، و... وبكلمة: هو خليفة الله في أرضه وحجته على عباده.
فنلاحظ إن كان النص منسجما مع هذه الشخصية العظيمة قبلناه، وإلا رددناه. وإلا فكيف ننسب إلى هذه الشخصية أنه حمل حليلته عائشة على متنه لتشاهد أغاني السودان؟! أو أنه شرب النبيذ؟! أو أنه بال قائما؟! أو أنه شك في نبوته؟! أو أنه أثنى على الأوثان تقريبا للمشركين إلى نفسه؟!