بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه - حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك ان كنت رسولا كما تزعم.
فقال لهم رسول الله: ما أنا بفاعل، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا.
فأنزل الله في قولهم ذلك: * (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام...) * (1).
وفيها قوله سبحانه: * (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا) * (2).
نقل الطبرسي في " مجمع البيان " عن ابن عباس قال: نزل قوله:
* (يوم يعض الظالم على يديه) * في عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي، وكانا متخالين، وذلك: أن عقبة كان لا يقدم من سفر الا صنع طعاما فدعا إليه أشراف قومه. وكان يكثر مجالسة الرسول. فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما ودعا الناس فدعا رسول الله إلى طعامه.
فلما قربوا الطعام قال رسول الله: ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.