وفيها قوله: * (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا انزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها) * (1) روى السيوطي في " الدر المنثور " بأسناده عن ابن عباس: أن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث، وأبا البختري، والأسود بن المطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أمية، وأمية بن خلف، والعاصي ابن وائل، ونبيه بن الحجاج، اجتمعوا فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا منه.
فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك. فجاءهم رسول الله فقالوا له: يا محمد! انا بعثنا إليك لنعذر منك، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا، جمعنا لك من أموالنا، وان كنت تطلب الشرف فنحن نسودك، وان كنت تطلب ملكا ملكناك.
فقال رسول الله: ما بي مما تقولون، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم. ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وان تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم.
قالوا: يا محمد! فإن كنت غير قابل منا شيئا عرضناه عليك فسل لنفسك ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، وسله أن يجعل لك جنانا وقصورا من ذهب وفضة تغنيك عما تبتغي - فإنك تقوم