وما يتقربون به في دينهم حتى قعدوا للنار عند مخرجها التي تخرج منه، وخرج الحبران متقلدين مصاحفهما في أعناقهما حتى قعدوا عند مخرج النار، فخرجت النار إليهم فأكلت الأوثان وما قربوا معها ومن حملها من رجال حمير، ولما أقبلت نحو الحبرين هابوها وحادوا عنها، فذمرهم من حضرهم من الناس وأمروهم بالصبر لها، فصبروا حتى غشيتهم، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما تعرق جباههما ولم تضرهما. فأجمعت عند ذلك حمير على اليهودية.
فكذلك كان أصل اليهودية باليمن (1).
ولا يظهر من خبر تبع تبان أسعد بن كليكرب هذا وتهود اليمن معه أكان قبل نسخ اليهودية بشريعة عيسى (عليه السلام) أو بعد ذلك، الا انه كان بعد بلقيس وسليمان بن داود - وهو من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى - كان بعدهم بسبعة قرون تقريبا كما في التواريخ، وبعد تبع تبان أسعد هذا بمدة غير قصيرة استولى على اليمن الثالث من أولاده بعد حسان وعمرو: زرعة ابن تبان أسعد، يكنى ذا نؤاس، وشاع أتباع دين المسيح (عليه السلام) على عهده في مدينة نجران، فجعل يطلبهم ويحرقهم بالأخدود. وروى ابن هشام عن ابن