حديث يونس بن يزيد عن الزهري، وقال في الحديث: وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد، وقد سماه الله رؤوفا رحيما (1)، ويحتمل أن تكون تفسير العاقب من قول محمد بن شهاب الزهري، كما بينه معمر، وقوله: وقد سماه الله رؤوفا رحيما، من قول الزهري، والله أعلم.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: سألت سفيان - يعني ابن عيينة - عن العاقب فقال لي: آخر الأنبياء.
قال أبو عبيد: وكذلك كل شئ خلف بعد شئ فهو عاقب، وقد عقب يعقب عقبا، ولهذا قيل: ولد الرجل بعده عقبة، وكذلك آخر كل شئ عقبه.
وقوله يحشر الناس على قدمي: أي قدامي وأمامي. أي أنهم مجتمعون إليه، وينضمون حوله، ويكونون أمامه يوم القيامة ووراءه.
وقال الخليل بن أحمد حشرتهم السنة: إذا ضمتهم من البوادي، وهذا الحديث مطابق لقوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (2).
وقد روي: يحشر الناس على قدمي بالافراد مخفف الياء، وروي بتشديد الياء على التثنية (3).
وقيل معناه أنه أول من يبعث من القبر، وكل من عداه إنما يبعثون بعده، وهو أول من يذهب به من المحشر ثم الناس في أثره.
وقيل معنى قوله وأنا الماحي، يعني تمحى به سيئات من اتبعه.
وخرج أبو داود الطيالسي من حديث جابر [عن] نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا محمد وأنا أحمد والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة.
ولمسلم من حديث الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال:
.