تلك الليلة وتلك الثلاثة الأيام حتى دخل القصر مائتين مائتين واستقبل الناس بخير ومناهم العدل وحسن السيرة وأدنى الاشراف فكانوا جلساءه وحداثه واستعمل على شرطته عبد الله بن كامل الشاكري وعلى حرسه كيسان أبا عمرة مولى عرينة فقام ذات يوم على رأسه فرأى الاشراف يحدثونه ورآه قد أقبل بوجهه وحديثه عليهم فقال لأبي عمرة بعض أصحابه من الموالى أما ترى أبا إسحاق قد أقبل على العرب ما ينظر إلينا فدعاه المختار فقال له ما يقول لك أولئك الذين رأيتهم يكلمونك فقال له وأسر إليه شق عليهم أصلحك الله صرفك وجهك عنهم إلى العرب فقال له قل لهم لا يشقن ذلك عليكم فأنتم منى وأنا منكم ثم سكت طويلا ثم قرأ (إنا من المجرمين منتقمون) قال فحدثني أبو الأشعر موسى بن عامر قال ما هو إلا أن سمعها الموالى منه فقال بعضهم لبعض أبشروا كأنكم والله به قد قتلهم (قال أبو مخنف) حدثني حصيرة بن عبد الله الأزدي وفضيل بن خديج الكندي والنضر بن صالح العبسي قالوا أول رجل عقد له المختار راية عبد الله ابن الحارث أخو الأشتر عقد له على أرمينية وبعث محمد بن عمير بن عطارد على آذربيجان وبعث عبد الرحمن بن سعيد بن قيس على الموصل وبعث إسحاق بن مسعود على المدائن وأرض جوخى وبعث قدامة بن أبي عيسى بن ربيعة النصري وهو حليف لثقيف على بهقباذ الاعلى وبعث محمد بن كعب بن قرظة على بهقاذ الأوسط وبعث حبيب بن منقذ الثوري على بهقباذ الأسفل وبعث سعد بن حذيفة بن اليمان على حلوان وكان مع سعد بن حذيفة ألفا فارس بحلوان قال ورزقه ألف درهم في كل شهر وأمره بقتال الأكراد وبإقامة الطرق وكتب إلى عماله على الجبال يأمرهم أن يحملوا أموال كورهم إلى سعد ابن حذيفة بحلوان وكان عبد الله بن الزبير قد بعث محمد بن الأشعث بن قيس على الموصل وأمره بمكاتبة ابن مطيع وبالسمع له والطاعة غير أن ابن مطيع لا يقدر على عزله إلا بأمر ابن الزبير وكان قبل ذلك في إمارة عبد الله بن يزيد وإبراهيم ابن محمد منقطعا بإمارة الموصل لا يكاتب أحدا دون ابن الزبير * فلما قدم عليه عبد الرحمن بن سعيد بن قيس من قبل المختار أميرا تنحى له عن الموصل وأقبل
(٥٠٩)