بايع الناس ببة ولى ببة شرطته هميان بن عدي وقدم على ببة بعض أهل المدينة وأمر هميان بن عدي بإنزاله قريبا منه فأتى هميان دارا للفيل مولى زياد التي في بنى سليم وهم بتفريغها لينزلها إياه وقد كان هرب وأقفل أبوابه فمنعت بنو سليم هميان حتى قاتلوه واستصرخوا عبد الملك بن عبد الله بن عامر بن كريز فأرسل بخاريته ومواليه في السلاح حتى طردوا هميان ومنعوه الدار وغدا عبد الملك من الغد إلى دار الامارة ليسلم على ببة فلقيه على الباب رجل من بنى قيس بن ثعلبة فقال أنت المعين علينا بالأمس فرفع يده فلطمه فضرب قوم من البخارية يد القيسي فأطارها ويقال بل سلم القيسي وغضب ابن عامر فرجع وغضبت له مضر فاجتمعت وأتت بكر بن وائل أشيم بن شقيق بن ثور فاستصرخوه فأقبل ومعه مالك بن مسمع حتى صعد المنبر فقال أي مضري وجدتموه فاسلبوه وزعم بنو مسمع أن مالكا جاء يومئذ متفضلا في غير سلاح ليرد أشيم عن رأيه ثم انصرفت بكر وقد تحاجزوا هم والمضرية واغتنمت الأزد ذلك فحالفوا بكرا وأقبلوا مع مسعود إلى المسجد الجامع وفزعت تميم إلى الأحنف فعقد عمامته على قناة ودفعها إلى سلمة بن ذؤيب الرياحي فأقبل بين يديه الأساورة حتى دخل المسجد ومسعود يخطب فاستنزلوه فقتلوه وزعمت الأزد أن الأزارقة قتلوه فكانت الفتنة وسفر بينهم عمر بن عبيد الله بن معمر وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام حتى رضيت الأزد من مسعود بعشر ديات ولزم عبد الله بن الحارث بينته وكان يتدين وقال ما كنت لأصلح الناس بفساد نفسي قال عمر قال أبو الحسن فكتب أهل البصرة إلى ابن الزبير فكتب إلى أنس بن مالك يأمره بالصلاة بالناس فصلى بهم أربعين يوما * حدثني عمر قال حدثنا علي بن محمد قال كتب ابن الزبير إلى عمر ابن عبيد الله بن معمر التيمي بعهده على البصرة ووجه به إليه فوافقه وهو متوجه يريد العمرة فكتب إلى عبيد الله يأمره أن يصلى بالناس فصلى بهم حتى قدم عمر * حدثني عمر قال حدثني زهير بن حرب قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثني أبي قال سمعت محمد بن الزبير قال كان الناس اصطلحوا على عبد الله بن الحارث
(٤٠٧)