وابدآهم بالاقدام ولا تستهدفا لهم فإنهم أكثر منكم ولا ترجعا إلى حتى تظهرا أو تقتلا فتوجه إبراهيم إلى راشد وقدم المختار يزيد بن أنس في موضع مسجد شبث في تسعمائة أمامه وتوجه نعيم بن هبيرة قبل شبث (قال أبو مخنف) قال أبو سعيد الصيقل كنت أنا فيمن توجه مع نعيم بن هبيرة إلى شبث ومعي سعر بن أبي سعر الحنفي فلما انتهينا إليه قاتلناه قتالا شديدا فجعل نعيم بن هبيرة سعر بن أبي سعر الحنفي على الخيل ومشى هو في الرجال فقاتلهم حتى أشرقت الشمس وانبسطت فضربناهم حتى أدخلناهم البيوت ثم إن شبث بن ربعي ناداهم يا حماة السوء بئس فرسان الحقائق أنتم أمن عبيدكم تهربون قال فثابت إليه منهم جماعة فشد علينا وقد تفرقنا فهزمنا وصبر نعيم بن هبيرة فقتل ونزل معه سعر فأسر وأسرت أنا وخليد مولى حسان بن يخدج فقال شبث لخليد وكان وسيما جسيما من أنت فقال خليد مولى حسان بن يخدج الذهلي فقال له شبث يا ابن المتكاء تركت بيع الصحناة بالكناسة وكان جزاء من أعتقك أن تعدو عليه بسيفك تضرب رقابه اضربوا عنقه فقتل ورأى سعرا الحنفي فعرفه فقال أخو بنى حنيفة فقال له نعم فقال ويحك ما أردت إلى اتباع هذه السباية قبح الله رأيك دعوا ذا فقلت في نفسي قتل المولى وترك العربي إن علم والله إني مولى قتلني فلما عرضت عليه قال من أنت فقلت من بنى تيم الله قال أعرابي أنت أو مولى فقلت لا بل عربي أنا من آل زياد بن خصفة فقال بخ بخ ذكرت الشريف المعروف الحق بأهلك قال فأقبلت حتى انتهيت إلى الحمراء وكانت لي في قتال القوم بصيرة فجئت حتى انتهيت إلى المختار وقلت في نفسي والله لآتين أصحابي فلأواسينهم بنفسي فقبح الله العيش بعدهم قال فأتيتهم وقد سبقني إليهم سعر الحنفي وأقبلت إليه خيل شبث وجاءه قتل نعيم بن هبيرة فدخل من ذلك أصحاب المختار أمر كبير قال فدنوت من المختار فأخبرته بالذي كان من أمري فقال لي اسكت فليس هذا بمكان الحديث وجاء شبث حتى أحاط بالمختار وبيزيد بن أنس وبعث ابن مطيع يزيد بن الحارث بن رؤيم في ألفين من قبل سكة لحام جرير فوقفوا في أفواه تلك السكك وولى المختار يزيد بن أنس خيله وخرج
(٥٠٢)