ابن يزيد عن أبان بن الوليد قال كتب المختار وهو في السجن إلى رفاعة بن شداد حين قدم من عين الوردة أما بعد فمرحبا بالعصب الذين عظم الله لهم الاجر حين انصرفوا ورضى انصرافهم حين قفلوا أما ورب البنية التي بنا ما خطا خاط منكم خطوة ولا رتا رتوة إلا كان ثواب الله له أعظم من ملك الدنيا إن سليمان قد قضى ما عليه وتوفاه اله فجعل روحه مع أرواح الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ولم يكن بصاحبكم الذي به تنصرون إني أنا الأمير المأمور والأمين المأمون وأمير الجيش وقاتل الجبارين والمنتقم من أعداء الدين والمقيد من الأوتار فأعدوا واستعدوا وأبشروا واستبشروا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإلى الطلب بدماء أهل البيت والدفع عن الضعفاء وجهاد المحلين والسلام (قال أبو مخنف) وحدثني أبو زهير العبسي أن الناس تحدثوا بهذا من أمر المختار فبلغ ذلك عبد الله ابن يزيد وإبراهيم بن محمد فخرجا في الناس حتى أتيا المختار فأخذاه (قال أبو مخنف) فحدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال لما تهيأنا للانصراف قال عبد الله بن غزية ووقف على القتلى فقال يرحمكم الله فقد صدقتم وصبرتم وكذبنا وفررنا قال فلما سرنا وأصبحنا إذا عبد الله بن غزية في نحو من عشرين قد أرادوا الرجوع إلى العدو والاستقتال فجاء رفاعة وعبد الله بن عوف بن الأحمر وجماعة الناس فقالوا لهم ننشدكم الله أن تزيدونا فلولا ونقصانا فإنا لا نزال بخير ما كان فينا مثلكم من ذوي النيات فلم يزالوا بهم كذلك يناشدونهم حتى ردوهم غير رجل من مزينة يقال له عبيدة بن سفيان رحل مع الناس حتى إذا غفل عنه انصرف حتى لقى أهل الشأم فشد بسيفه يضاربهم حتى قتل (قال أبو مخنف) فحدثني الحصين بن يزيد الأزدي عن حميد بن مسلم الأزدي قال كان ذلك المزني صديقا لي فلما ذهب لينصرف ناشدته الله فقال أما انك لم تكن لتسألني شيئا من الدنيا إلا رأيت لك من الحق على ايتاءكه وهذا الذي تسألني أريد الله به قال ففارقني حتى لقى القوم فقتل قال فوالله ما كان شئ بأحب إلى من أن ألقى إنسانا يحدثني عنه كيف صنع حين لقى القوم قال فلقيت عبد الملك ابن جزء بن الحدرجان الأزدي بمكة فجرى حديث بيننا جرى ذكر ذلك اليوم فقال
(٤٧١)