نأت البيت ونلق هذا الرجل فإن يكن على رأينا جاهدنا معه العدو وإن يكن على غير رأينا دافعنا عن البيت ما استطعنا ونظرنا بعد ذلك في أمورنا فخرجوا حتى قدموا على عبد الله بن الزبير فسر بمقدمهم ونبأهم أنه على رأيهم وأعطاهم الرضا من غير توقف ولا تفتيش فقاتلوا معه حتى مات يزيد بن معاوية وانصرف أهل الشأم عن مكة ثم إن القوم لقى بعضهم بعضا فقالوا إن هذا الذي صنعتم أمس بغير رأى ولا صواب من الامر تقاتلون مع رجل لا تدرون لعله ليس على رأيكم إنما كان أمس يقاتلكم هو وأبوه ينادى يأل ثأرات عثمان فاتوه وسلوه عن عثمان فإن برئ منه كان وليكم وإن أبى كان عدوكم فمشوا نحوه فقالوا له أيها الانسان إنا قد قاتلنا معك ولم نفتشك عن رأيك حتى نعلم أمنا أنت أم من عدونا خبرنا ما مقالتك في عثمان فنظر فإذا من حوله من أصحابه قليل فقال لهم إنكم أتيتموني فصادفتموني حين أردت القيام ولكن روحوا إلى العشية حتى أعلمكم من ذلك الذي تريدون فانصرفوا وبعث إلى أصحابه فقال البسوا السلاح واحضروني بأجمعكم العشية ففعلوا وجاءت الخوارج وقد أقام أصحابه حوله سماطين عليهم السلاح وقامت جماعة منهم عظيمة على رأسه بأيديهم الأعمدة فقال ابن الأزرق لأصحابه خشى الرجل غائلتكم وقد أزمع بخلافكم واستعد لكم ما ترون فدنا منه ابن الأزرق فقال له يا ابن الزبير اتق الله ربك وابغض الخائن المستأثر وعاد أول من سن الضلالة وأحدث الاحداث وخالف حكم الكتاب فإنك ان تفعل ذلك ترض ربك وتنج من العذاب الأليم نفسك وان تركت ذلك فأنت من الذين استمتعوا بخلاقهم وأذهبوا في الحياة الدنيا طيباتهم يا عبيدة ابن هلال صف لهذا الانسان ومن معه أمرنا الذي نحن عليه والذي ندعو الناس إليه فتقدم عبيدة بن هلال (قال هشام) قال أبو مخنف وحدثني أبو علقمة الخثعمي عن أبي قبيصة بن عبد الرحمن القحافي من خثعم قال أنا والله شاهد عبيدة بن هلال إذ تقدم فتكلم فما سمعت ناطقا قط ينطق كان أبلغ ولا أصوب قولا منه وكان يرى رأى الخوارج قال وإن كان ليجمع القول الكثير في المعنى
(٤٣٧)