إليه واعتذروا فقبل وصفح * قال أبو مخنف حدثني أبو زيد عبد الله الأودي أن رجلا من أو دكان يقال له عمرو بن أوس قاتل مع علي يوم صفين فأسره معاوية في أسارى كثير فقال له عمرو بن العاص اقتلهم فقال له عمرو بن أوس إنك خالي فلا تقتلني وقامت إليه بنو أود فقالوا هب لنا أخانا فقال دعوه لعمري لئن كان صادقا فلنستغنين عن شفاعتكم ولئن كان كاذبا لتأتين شفاعتكم من ورائه فقال له من أين أنا خالك فوالله ما كان بيننا وبين أود مصاهرة قال فان أخبرتك فعرفته فهو أماني عندك قال نعم قال لست تعلم أن أم حبيبة ابنة أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال بلى قال فإني ابنها وأنت أخوها فأنت خالي فقال معاوية لله أبوك ما كان في هؤلاء واحد يفطن لها غيره ثم قال للأوديين أيستغنى عن شفاعتكم خل سبيله * قال أبو مخنف حدثني نمير بن وعلة الهمداني عن الشعبي أن أسارى كان أسرهم على يوم صفين كثير فخلى سبيلهم فأتوا معاوية وإن عمرا ليقول له وقد أسر أيضا أسارى كثيرة اقتلهم فما شعروا إلا بأسرائهم قد خلى سبيلهم فقال معاوية يا عمرو لو أطعناك في هؤلاء الاسرى وقعنا في قبيح من الامر ألا ترى قد خلى سبيل أسارانا وأمر بتخلية سبيل من في يديه من الأسارى * قال أبو مخنف حدثني إسماعيل ابن يزيد عن حميد بن مسلم عن جندب بن عبد الله أن عليا قال للناس يوم صفين لقد فعلتم فعلة ضعضعت قوة وأسقطت منة وأوهنت وأورثت وهنا وذلة ولما كنتم الأعلين وخاف عدوكم الاجتياح واستحر بهم القتل ووجدوا ألم الجراح رفعوا المصاحف ودعوكم إلى ما فيها ليفتؤوكم عنهم ويقطعوا الحرب فيما بينكم وبينهم ويتربصون ريب المنون خديعة ومكيدة فأعطيتموهم ما سألوا وأبيتم الا أن تدهنوا وتجوزوا وأيم الله ما أظنكم بعدها توافقون رشدا ولا تصيبون باب حزم (قال أبو جعفر) فكتب كتاب القضية بين على ومعاوية فيما قيل يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من صفر سنة 37 من الهجرة على أن يوافي على موضع الحكمين بدومة الجندل في شهر رمضان ومعاوية مع كل واحد منهما أربعمائة من أصحابه وأتباعه * فحدثني عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثني سليمان بن يونس
(٤٠)