أو المرأة فلا يعرض له أحد حتى يأتيه صاحبه فيأخذه وتبيت المرأة فلا تغلق عليها بابها وساس الناس سياسة لم ير مثلها وهابه الناس هيبة لم يهابوها أحدا قبله وأدر العطاء وبنى مدينة الرزق قال وسمع زياد جرسا من دار عمير فقال ما هذا فقيل محترس قال فليكف عن هذا أنا ضامن لما ذهب له ما أصاب من إصطخر قال وجعل زياد الشرط أربعة آلاف عليهم عبد الله بن حصن أحد بنى عبيد بن ثعلبة صاحب مقبرة ابن حصن والجعد بن قيس التميمي صاحب طاق الجعد وكانا جميعا على شرطه فبينا زياد يوما يسير وهما بين يديه يسيران بحربتين تنازعا بين يديه فقال زياد يا جعد ألق الحربة فألقاها وثبت ابن حصن على شرطه حتى مات زياد وقيل إنه ولى الجعد أمر الفساق وكان يتتبعهم وقيل لزياد إن السبل مخوفة فقال لا أعاني شيئا سوى المصر حتى أغلب على المصر وأصلحه فان غلبني المصر فغيره أشد غلبة فلما ضبط المصر تكلف ما سوى ذلك فأحكمه وكان يقول لو ضاع حيل بيني وبين خراسان علمت من أخذه وكتب خمسمائة من مشيخة أهل البصرة في صحابته فرزقهم ما بين الثلثمائة إلى الخمسمائة فقال فيه حارثة بن بدر الغداني ألا من مبلغ عنى زيادا * فنعم أخو الخليفة والأمير فأنت إمام معدلة وقصد * وحزم حين يحضرك الأمور أخوك خليفة الله ابن حرب * وأنت وزيره نعم الوزير تصيب على الهوى منه ويأتي * محبك ما يجن لنا الضمير بأمر الله منصور معان * إذا جار الرعية لا تجور يدر على يديك لما أرادوا * من الدنيا لهم حلب غزير وتقسم بالسواء فلا غنى * لضيم يشتكيك ولا فقير وكنت حيا وجئت على زمان * خبيث ظاهر فيه شرور تقاسمت الرجال به هواها * فما تخفى ضغائنها الصدور وخاف الحاضرون وكل باد * يقيم على المخافة أو يسير فلما قام سيف الله فيهم * زياد قام أبلج مستنير
(١٦٨)