السنة) أعني سنة 29 زاد عثمان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسعه وابتدأ في بنائه في شهر ربيع الأول وكانت القصة تحمل إلى عثمان من بطن نخل وبناه بالحجارة المنقوشة وجعل عمده من حجارة فيها رصاص وسقفه ساجا وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه مائة وخمسين ذراعا وجعل أبوابه على ما كانت عليه على عهد عمر ستة أبواب (وحج) بالناس في هذه السنة عثمان فضرب بمنى فسطاطا فكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى وأتم الصلاة بها وبعرفة فذكر الواقدي عن عمر بن صالح بن نافع عن صالح مولى التوأمة قال سمعت ابن عباس يقول إن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا أنه صلى بالناس بمنى في ولايته ركعتين حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتكلم في ذلك من يريد أن يكثر عليه حتى جاءه علي فيمن جاءه فقال والله ما حدث أمر ولا قدم عهد ولقد عهدت نبيك صلى الله عليه وسلم يصلى ركعتين ثم أبا بكر ثم عمر وأنت صدرا من ولايتك فما أدرى ما يرجع إليه فقال رأى رأيته (قال الواقدي) وحدثني داود بن خالد عن عبد الملك بن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن عمه قال صلى عثمان بالناس بمنى أربعا فأتى آت عبد الرحمن بن عوف فقال هل لك في أخيك قد صلى بالناس أربعا فصلى عبد الرحمن بأصحابه ركعتين ثم خرج حتى دخل على عثمان فقال له ألم تصل في هذا المكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قال بلى قال أفلم تصل مع أبي بكر ركعتين قال بلى قال أفلم تصل مع عمر ركعتين قال بلى قال ألم تصل صدرا من خلافتك ركعتين قال بلى قال فاسمع مني يا أبا محمد إني أخبرت أن بعض من حج من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي إن الصلاة للمقيم ركعتان هذا إمامكم عثمان يصلى ركعتان وقد اتخذت بمكة أهلا فرأيت أن أصلي أربعا لخوف ما أخاف على الناس وأخرى قد اتخذت بها زوجة ولى بالطائف مال فربما أطلعته فأقمت فيه بعد الصدر فقال عبد الرحمن بن عوف ما من هذا شئ لك فيه عذر أما قولك اتخذت أهلا فزوجتك بالمدينة تخرج بها إذا شئت وتقدم بها إذا شئت انما تسكن بسكناك وأما قولك ولى مال بالطائف فإن بينك وبين الطائف مسيرة ثلاث ليال وأنت
(٣٢٢)