منهم سفيان بن عوف الأزدي فخرج فقاتلهم فضجر وجعل يعبث بأصحابه ويشتمهم فقالت جارية عبد الله وأعبد الله ما هكذا كان يقول حين يقاتل فقال سفيان وكيف كان يقول قالت الغمرات ثم ينجلينا فترك ما كان يقول ولزم الغمرات تم ينجلينا وأصيب في المسلمين يومئذ وذلك آخر زمان عبد الله بن قيس الحارثي وقيل لتلك المرأة بعد بأي شئ عرفتيه قالت بصدقته أعطى كما يعطي الملوك ولم يقبض قبض التجار (وكتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن أبي حارثة وأبي عثمان قالا قيل لتلك المرأة التي استثارت الروم على عبد الله بن قيس كيف عرفتيه قالت كان كالتاجر فلما سألته أعطاني كالملك فعرفت أنه عبد الله بن قيس وكتب إلى معاوية والعمال أما بعد فقوموا على ما فارقتم عليه عمر ولا تبدلوا ومهما أشكل عليكم فردوه إلينا نجمع عليه الأمة ثم نرده عليكم وإياكم أن تغيروا فإني لست قابلا منكم إلا ما كان عمر يقبل وقد كانت تنتقض فيما بين صلح عمر وولاية عثمان تلك الناحية فيبعث إليها الرجل فيفتحها الله على يديه فيحسب له ذلك وأما الفتوح فلأول من وليها (قال أبو جعفر) ولما غزا معاوية قبرس صالح أهلها فيما حدثني علي بن سهل قال حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرني سليمان بن أبي كريمة والليث بن سعد وغيرهما من مشيخة ساحل دمشق أن صلح قبرس وقع على جزية سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين في كل سنة يؤدون إلى الروم مثلها ليس للمسلمين أن يحولوا بينهم وبين ذلك على أن لا يغزوهم ولا يقاتلوا من وراءهم ممن أرادهم من خلفهم وعليهم أن يؤذنوا المسلمين بمسير عدوهم من الروم إليهم وعلى أن يبطرق إمام المسلمين عليهم منهم (وقال الواقدي) غزا معاوية في سنة 28 قبرس وغزاها أهل مصر وعليهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح حتى لقوا معاوية فكان على الناس * قال وحدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير قال لما سبيناهم نظرت إلى أبي الدرداء يبكي فقلت ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الاسلام وأهله وأذل فيه الكفر وأهله قال فضرب بيده على منكبي وقال ثكلتك أمك يا جبير ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره بينا هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك إذ تركوا
(٣١٨)