إلى عمرو بن العاص صف لي البحر وراكبه فإن نفسي تنازعني إليه وقال عبادة وخالد لما أخبره ما للمسلمين في ذلك وما على المشركين فكتب إليه عمرو: إني رأيت خلقا كبيرا يركبه خلق صغير إن ركن خرق القلوب وإن تحرك أزاغ العقول يزداد فيه اليقين قلة والشك كثرة هم فيه كدود على عود إن مال غرق وإن نجا برق. فلما قرأه عمر كتب إلى معاوية: لا والذي بعث محمدا بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا (وكتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسى عن جنادة بن أبي أمية الأزدي قال كان معاوية كتب إلي عمر كتابا في غزو البحر يرغبه فيه ويقول يا أمير المؤمنين إن بالشام قرية يسمع أهلها نباح كلاب الروم وصياح ديوكهم تلقاء ساحل من سواحل حمص فاتهمه عمر لأنه المشير فكتب إلى عمرو أن صف لي البحر ثم اكتب إلي بخبره فكتب إليه يا أمير المؤمنين اني رأيت خلقا عظيما يركبه خلق صغير ليس الا السماء والماء وانما هم كدود على عود ان مال غرق وان نجا برق (وكتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة عن عبادة عن جنادة بن أبي أمية والربيع وأبي المجالد قالوا كتب عمر إلى معاوية انا سمعنا أن بحر الشأم يشرف على أطول شئ على الأرض يستأذن الله في كل يوم وليلة في أن يفيض على الأرض فيغرقها فكيف أحمل الجنود في هذا الكافر المستصعب وتالله لمسلم أحب إلي مما حوت الروم فإياك أن تعرض لي وقد تقدمت إليك وقد علمت ما لقى العلاء مني ولم أتقدم إليه في مثل ذلك وقالوا ترك ملك الروم الغزو وكاتب عمر وقاربه وسأله عن كلمة يجتمع فيها العلم كله فكتب إليه أحب للناس ما تحب لنفسك وأكره لهم ما تكره لها تجتمع لك الحكمة كلها واعتبر الناس بما يليك تجتمع لك المعرفة كلها وكتب إليه ملك الروم وبعث إليه بقارورة أن املا لي هذه القارورة من كل شئ فملأها ماء وكتب إليه ان هذا كل شئ من الدنيا وكتب إليه ملك الروم ما بين الحق والباطل فكتب إليه أربع أصابع الحق فيما يرى عيانا والباطل كثيرا مما يستمع به فيما لم يعاين وكتب إليه ملك الروم يسأله عما بين السماء والأرض وبين المشرق
(٣١٦)