على ذلك المخرج وقد انسرب سويد وعبد الله بن بشر فاتبعهم هؤلاء وهؤلاء حتى إذا اجتععوا فيها والناس على رجل من خارج كبروا فيها وكبر المسلمون من خارج وفتحت الأبواب فاجتلدوا فيها فأنا مواكل مقاتل وأرز الهرمزان إلى القلعة وأطاف به الذين دخلوا من مخرج الماء فلما عاينوه وأقبلوا قبله قال لهم ما شئتم قد ترون ضيق ما أنا فيه وأنتم ومعي في جعبتي مائة نشابة ووالله ما تصلون إلي ما دام معي منها نشابة وما يقع لي سهم وما خير إسارى إذا أصبت منكم مائة بين قتيل أو جريح قالوا فتريد ماذا قال أن أضع يدي في أيديكم على حكم عمر يصنع بي ما شاء قالوا فلك ذلك فرمى بقوسه وأمكنهم من نفسه فشدوه وثاقا واقتسموا ما أفاء الله عليهم فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف والراجل ألفا ودعا صاحب الرمية بها فجاء هو والرجل الذي خرج بنفسه فقالا من لنا بالأمان الذي طلبنا علينا وعلى من مال معنا قالوا ومن مال معكم من أغلق بابه عليه مدخلكم فأجازوا ذلك لهم وقتل من المسلمين ليلتئذ أناس كثير وممن قتل الهرمزان بنفسه مجزأة بن ثور والبراء ابن مالك قالوا وخرج أبو سبرة في أثر الفل من تستر وقد قصدوا للسوس إلى السوس وخرج معه بالنعمان وأبى موسى ومعهم الهرمزان حتى اشتملوا على السوس وأحاط المسلمون بها وكتبوا بذلك إلى عمر فكتب عمر إلى عمر بن سراقة بأن يسير نحو المدينة وكتب إلى أبي موسى فرده على البصرة وقد رد أبا موسى على البصرة ثلاث مرات بهذه ورد عمر عليها مرتين وكتب إلى زر بن عبد الله بن كليب الفقيمي أن يسير إلى جندي سابور فسار حتى نزل عليها وانصرف أبو موسى إلى البصرة بعد ما أقام إلى رجوع كتاب عمر وأمر عمر على جند البصرة المقترب الأسود بن ربيعة أحد بنى ربيعة بن مالك وكان الأسود وزر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين وكان الأسود قد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال جئت لاقترب إلى الله عز وجل بصحبتك فسماه المقترب وكان زر قد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فنى بطني وكثر إخوتنا فادع الله لنا فقال اللهم أوف لزر عميرته فتحول إليهم العدد وأوفد أبو سبرة وفدا
(١٨٢)