تبعكم لي من كان معه من الحمراء ففعل وجاء حتى قدم على سعد في جنده وكتب سعد إلى عبد الله بن المعتم أن خلف على الموصل مسلم بن عبد الله الذي كان أسر أيام القادسية فيمن استجاب لكم من الأساورة ومن كان معكم منهم ففعل وجاء حتى قدم على سعد في جنده فارتحل سعد بالناس من المدائن حتى عسكر بالكوفة في المحرم سنة سبعة عشر وكان بين وقعة المدائن ونزول الكوفة سنة وشهران وكان بين قيام عمر واختطاط الكوفة ثلاث سنين وثمانية أشهر اختطت سنة أربع من إمارة غمر في المحرم سنة سبعة عشر من التأريخ واعطوا العطايا بالمدائن في المحرم من هذه السنة قبل أن يرتحلوا وفي بهرسير في المحرم سنة ستة عشر واستقر بأهل البصرة منزلهم اليوم بعد ثلاث نزلات قبلها كلها ارتحلوا عنها في المحرم سنة سبعة عشر واستقر باقي قرارهما اليوم في شهر واحد وقال الواقدي سمعت القاسم ابن معن يقول نزل الناس الكوفة في آخر سنة سبعة عشر قال وحدثني ابن أبي الرقاد عن أبيه قال نزلوها حين دخلت سنة ثمانية عشر في أول السنة (رجع الحديث إلى حديث سيف) قالوا وكتب عمر إلى سعد بن مالك وإلى عتبة بن غزوان أن يتربعا بالناس في كل حين ربيع في أطيب أرضهم وأمر لهم بمعاونهم في الربيع من كل سنة وباعطائهم في المحرم من كل سنة وبفيئهم عند طلوع الشعرى في كل سنة وذلك عند إدراك الغلات وأخذوا قبل نزول الكوفة عطاءين (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن مخلد بن قيس عن رجل من بني أسد يدعى المغرور قال لما نزل سعد الكوفة كتب إلى عمر إني قد نزلت بكوفة منزلا بين الحيرة والفرات بريا وبحريا ينبت الحلي والنصي وخيرت المسلمين بالمدائن فمن أعجبه المقام فيها تركته فيها كالمسلحة فبقى أقوام من الأفناء وأكثرهم بنو عبس (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وعمرو وسعيد والمهلب قالوا ولما نزل أهل الكوفة الكوفة واستقرت بأهل البصرة الدار عرف القوم أنفسهم وثاب إليهم ما كانوا فقدوا ثم إن أهل الكوفة استأذنوا في بنيان القصب واستأذن فيه أهل البصرة فقال عمر العسكر أجد لحربكم وأذكى لكم وما أحب أن أخالفكم
(١٤٧)