بلغنا أنه كان بينهم يومئذ ثمانون فرسخا وقال إني لأجد ريح يوسف وقد كان فارقه قبل ذلك سبعا وسبعين سنة ويعنى بقوله لولا أن تفندوني لولا أن تسفهوني فتنبسونى إلى الهرم وذهاب العقل فقال له من حضره من ولده حينئذ تالله إنك من ذكر يوسف وحبه لفى ضلالك القديم يعنون في خطئك القديم * فلما أن جاء البشير يعنى البريد الذي أبرده يوسف إلى يعقوب يبشره بحياة يوسف وخبره وذكر أن البشير كان يهوذا بن يعقوب * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدى قال قال يوسف اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين قال يهوذا أنا ذهبت بالقميص ملطخا بالدم إلى يعقوب فأخبرته أن يوسف أكله الذئب وأنا أذهب اليوم بالقميص فأخبره بأنه حي فأقر عينه كما أحزنته فهو كان البشير فلما أن جاء البشير يعقوب بقميص يوسف ألقاه على وجهه فعاد بصيرا بعد العمى فقال لأولاده ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون وذلك أنه كان قد علم من صدق تأويل رؤيا يوسف التي رآها أن الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدون ما لم يكونوا يعلمون فقالوا ليعقوب يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين فقال لهم يعقوب سوف أستغفر لكم ربى قيل إنه أخر الدعاء لهم إلى السحر وقيل إنه أخر ذلك إلى ليلة الجمعة * حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جريج عن عطاء وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقوب سوف أستغفر لكم ربى يقول حتى تأتى ليلة الجمعة فلما دخل يعقوب وولده وأهاليهم على يوسف آوى إليه أبو يه وكان دخولهم عليه قبل دخولهم مصر فيما قيل لان يوسف تلقاهم * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدى قال حملوا إليه أهليهم وعيالهم فلما بلغوا مصر كلم يوسف الملك الذي فوقه فخرج هو والملك يتلقونهم فلما بلغوا مصر قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين. فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبو يه * حدثني الحارث قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا جعفر
(٢٥٣)