خاله لبان بن ناهر وأن يعقوب لما أراد النكاح مضى إلى خاله ليان بن ناهر خاطبا فأدركه الليل في بعض الطريق فبات متوسدا حجرا فرأى فيما يرى النائم أن سلما منصوبا إلى باب من أبو أب السماء عند رأسه والملائكة تنزل وتعرج فيه وأن يعقوب صار إلى خاله فحطب إليه ابنته راحيل وكانت له ابنتان ليا وهى الكبرى وراحيل وهى الصغرى فقال له هل من مال أزوجك عليه فقال يعقوب لا إلا أنى أخدمك أجيرا حتى تستوفى صداق ابنتك قال فان صداقها أن تخدمني سبع حجج قال يعقوب فزوجني راحيل وهى شرطي ولها أخدمك فقال له خاله ذلك بيني وبينك فرعى له يعقوب سبع سنين فلما وفى له شرطه دفع إليه ابنته الكبرى ليا وأدخلها عليه ليلا فلما أصبح وجد غير ما شرط فجاءه يعقوب وهو في نادى قومه فقال له غررتني وخدعتني واستحللت عملي سبع سنين ودلست على غير امرأتي فقال له خاله يا ابن أختي أردت أن تدخل على خالك العار والسبة وهو خالك ووالدك ومتى رأيت الناس يزوجون الصغرى قبل الكبرى فهلم فاخدمني سبع حجج أخرى فأزوجك أختها وكان الناس يومئذ يجمعون بين الأختين إلى أن بعث موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة فرعى له سبعا فدفع إليه راحيل فولدت له ليا أربعة أسباط روبيل ويهوذا وشمعان ولاوي وولدت له راحيل يوسف وأخاه بنيامين وأخوات لهما وكان لا بان دفع إلى ابنتيه حين جهزهما إلى يعقوب أمتين فوهبتا الأمتين ليعقوب فولدت كل واحدة منهما له ثلاثة رهط من الأسباط وفارق يعقوب خاله وعاد حتى نازل أخاه عيصا وقال بعضهم ولد ليعقوب دان ونفثالى من زلفة جارية راحيل وذلك انها وهبتها له وسألته أن يطلب منها الولد حين تأخر الولد عنها وأن ليا وهبت جاريتها بلها ليعقوب منافسة لراحيل في جاريتها وسألته أن يطلب منها الولد فولدت له جاد وأشير ثم ولد له من راحيل بعد اليأس يوسف وبنيامين فانصرف يعقوب ولده هؤلاء وامرأتيه المذكورتين إلى منزل أبيه من فلسطين على خوف شديد من أخيه العيص فلم ير منه إلا خيرا وكان العيص فيما ذكر لحق بعمه إسماعيل فتزوج إليه ابنته بسمة
(٢٢٣)