أن يكون مثله كفؤا له في القود وأعلمه أنه يقتله بثور كان في دار جده وقيل إن أفريذون أول من ذلل الفيلة وامتطاها ونتج البغال واتخذ الإوز والحمام وعالج الدرياق وقاتل الأعداء فقتلهم ونفاهم وأنه قسم الأرض بين أولاده الثلاثة طوج وسلم وايرج فملك طوجا ناحية الترك والخزر والصين فكانوا يسمونها صين بغاو وجمع إليها النواحي التي اتصلت بها وملك سلما ابنه الثاني الروم والصقالبة والبرجان وما في حدود ذلك وجعل وسط الأرض وعامرها وهو أقليم بابل وكانوا يسمونها خنارث بعد أن جمع إلى ذلك ما اتصل به من السند والهند والحجاز وغيرها لا يرج وهو الأصغر من بنيه الثلاثة وكان أحبهم إليه وبهذا السبب سمى إقليم بابل إيرانشهر وبه أيضا نشبت العداوة بين ولد افريذون وأولادهم بعد وصار ملوك خنارث والترك والروم إلى المحاربة ومطالبة بعضهم بعضا بالدماء والترات وقيل أن طوجا وسلما لما علما أن أباهما قد خص ايرج وقدمه عليهما أظهرا له البغضاء ولم يزل التحاسد ينمى بينهم إلى أن وثب طوج وسلم على أخيهما ايرج فقتلاه متعاونين عليه وأن طوجا رماه بوهق فخنقه فمن أجل ذلك استعملت الترك الوهق وكان لا يرج اثنان يقال لهما وندان واسطوانة وابنة يقال لها خوزك ويقال خوشك فقتل سلم طوج الاثنين مع أيهما وبقيت الابنة وقيل أن اليوم الذي غلب فيه افريذون الضحاك وكان روز مهر من مهرماه فاتخذ الناس ذلك اليوم عيدا لارتفاع بلية الضحاك عن الناس وسماه المهرجان فقيل أن افريذون كان جبارا عادلا في ملكه وكان طوله تسعة أرماح كل رمح ثلاثة أبو اع وعرض حجزته ثلاثة أرماح وعرض صدر أربعة أرماح وأنه كان يتبع من كان بقى بالسواد من آل نمرود والنبط وقصدهم حتى أتى على وجوههم ومحا أعلامهم وآثارهم وكان ملكه خمسمائة سنة
(١٤٩)