سمع قوله وعرف أنه قد تبع دين هود وآمن به أبا سعد فإنك من قبيل * ذوي كرم وأمك من ثمود فإنا لن نطيعك ما بقينا * ولسنا فاعلين لما تريد أتأمرنا لنترك دين رفد * ورمل وآل ضد والعبود ونترك دين آباء كرام * ذوي رأى ونتبع دين هود ورفد ورمل ضد قبائل من عاد والعبود منهم ثم قال لمعاوية بن بكرو أبيه بكر احبسا عنا مرثد بن سعد فلا يقد من معنا مكة فإنه قد اتبع دين هود وترك ديننا ثم خرجوا إلى مكة يستسقون بها لعاد فلما ولوا إلى مكة خرج مرثد بن سعد من منزل معاوية حتى أدركهم بها قبل أن يدعوا الله بشئ مما خرجوا له فلما انتهى إليهم قام يدعوا الله وبها وفد عاد قد اجتمعوا يدعون فقال اللهم أعطني سؤلي وحدي ولا تدخلني في شئ مما يدعوك به وفد عاد وكان قيل بن عنز رأس وفد عاد وقال وفد عاد اللهم أعط قيلا ما سألك واجعل سؤلنا مع سؤله وقد كان تخلف عن وفد عاد لقمان بن عاد وكان سيد عاد حتى إذا فرغوا من دعوتهم قال اللهم إني جئتك وحدي في حاجتي فاعطني سؤلي وقال قيل بن عنز حين دعايا إلهنا إن كان هود صادقا فاسقنا فانا قد هلكنا فأنشأ الله سحائب ثلاثا بيضاء وحمراء وسوداء ثم ناداه مناد من السحاب يا قيل اختر لنفسك وقومك من هذا السحاب فقال قد اخترت السحاب السوداء فإنها أكثر السحاب ماء فناداه مناد اخترت رمادا ارمددا، لا تبقى من عاد أحدا، لا والدا تترك ولا ولدا، إلا جعلته همدا، إلا بنى اللوذية المهدى وبنو اللوذية بنو لقيم بن هزال ابن هزيل بن هزيلة ابنة بكر كانوا سكانا بمكة مع أخوالهم لم يكونوا مع عاد بأرضهم فهم عاد الآخرة ومن كان من نسلهم الذين بقوا من عاد وساق الله السحابة السوداء فيما يذكرون التي اختار قيل بن عنز بما فيها من النقمة إلى عاد حتى خرجت عليهم من واد لم يقال له المغيث ولما رأوها استبشروا بها وقالوا هذا عارض ممطرنا يقول الله عز وجل (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها
(١٥٤)