كلها وسار بالجور والعسف وبسط يده في القتل وكان أول من سن الصلب والقطع وأول من وضع العشور وضرب الدراهم وأول من تغنى وغنى له قال ويقال إنه خرج في منكبه سلعتان فكانتا تضربان عليه فيشتد عليه الوجع حتى يطلبهما بدماغ إنسان فكان يقتل لذلك في كل يوم رجلين ويطلى سلعتيه بدماغيهما فإذا فعل ذلك سكن ما يجد فخرج عليه رجل من أهل بابل فاعتقد لواء واجتمع إليه بشر كثير فلما بلغ الضحاك خبره راعه فبعث إليه ما أمرك وما تريد قال ألست تزعم أنك ملك الدنيا وأن الدنيا لك قال بلى قال فليكن كلبك على الدنيا ولا يكونن علينا خاصة فإنك إنما تقتلنا دون الناس فأجابه الضحاك إلى ذلك وأمر بالرجلين اللذين كان يقتلهما في كل يوم أن يقسما على الناس جميعا ولا يخص بهما مكان دون مكان قال فبلغنا أن أهل أصبهان من ولد ذلك الرجل الذي رفع اللواء وأن ذلك اللواء لم يزل محفوظا عند ملوك فارس في خزائنهم وكان فيما بلغنا جلد أسد فألبسه ملوك فارس الذهب والديباج تيمنا به * قال وبلغنا أن الضحاك هو نمروذ وأن إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه ولد في زمانه وأنه صاحبه الذي أراد إحراقه قال وبلغنا أن أفريذون وهو من نسل جم الملك الذي كان قبل الضحاك ويزعمون أنه التاسع من ولده وكان مولده بدنباوند خرج حتى ورد منزل الضحاك وهو عنه غائب بالهند فحوى على منزله وما فيه فبلغ الضحاك ذلك فأقبل وقد سلبه الله قوته وذهبت دولته فوثب به أفريذون فأوثقه وصيره بجبال دنباوند فالعجم تزعم أنه إلى اليوم موثق في الحديد يعذب هناك وذكر غير هشام أن الضحاك لم يكن غائبا عن مسكنه ولكن أفريذون بن أثفيان جاء إلى مسكن له في حصن يدعى زرنج ما مهر روز مهر فنكح امرأتين له تسمى إحداهما اروناز والاخرى سنوار فوهل بيوراسب لما عاين ذلك وخر مدلها لا يعقل فضرب افريذون هامته بجرز له ملتوى الرأس فزاد ذلك وهلا وعزوب عقل ثم توجه به افريذون إلى جبل دنباوند وشده هنا لك وثاقا وأمر الناس باتخاذ مهر ماه مهر روز وهو المهرجان اليوم الذي أوثق في بيوراسب عيدا وعلا افريذون
(١٣٥)