يا علي: هذه منى فمن أكرمها فقد أكرمني، ومن أهانها فقد أهانني، ثم قال:
اللهم بارك عليهما واجعل بينهما ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ".
هذا حديث موضوع لا شك فيه. ولقد أبدع الذي وضعه، أتراها إلى أين ركبت وبين البيتين خطوات؟ وقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم " يسوقها وسلمان يقودها " سوء أدب من الواضع وجرأة، إذ جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم سائقا، ثم سلمان كان حينئذ مشغول [مشغولا] بالرق، ولم يكن يخلص من كتابته بعد، وما يتعدى هذا الحديث القرمطي أو معبدا أن يكون أحدهما وضعه.
الحديث السابع في أنها كانت لا تحيض: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي، وأبو نصر علي بن أحمد الوراق قالا أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني حدثنا حاتم بن حميد بن يونس أبو بكر الشعيري حدثنا أبو عمارة أحمد بن محمد حدثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي حدثنا القاسم بن مطيب حدثنا منصور بن صدقة عن أبي معبد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة لان الله تعالى فطمها ومحيها [محبيها] من النار ".
قال الخطيب: في إسناد هذا الحديث من المجهولين غير واحد وليس بثابت.
قال المصنف قلت: وقد روى في تسميتها حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد بن البنا أنبأنا هلال بن محمد أنبأنا أبو بكر محمد بن إسحاق الأهوازي حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا ابن عمير حدثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما سميت فاطمة لان الله تعالى فطم محبيها عن النار ".