كذلك منهم: العلامة محمد طاهر بن الفتني في كتابه " تذكرة الموضوعات " والعلامة شمس الدين السخاوي في كتابه " المقاصد الحسنة " والحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن القيسراني في كتابه " تذكرة في الأحاديث الموضوعة ".
ومنهم: الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي في كتابه " الموضوعات " الذي هو بين أيدينا الآن.
ابن الجوزي.
ولد الامام الجليل أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي القرشي عام 510 وتوفى عام 597، وكان رحمه الله أعجوبة دهره وحجة زمانه علما وورعا وتقى، وكان عديم النظير حفظا وجلالة: وكان أكثر أهل عصره تصنيفا.
يؤدى ما يريد بالعبارة الرائعة، والكلمة الرشيقة، وأحيانا بالشعر الرقيق، وكانت له مجالس للوعظ الذي كان غلب عليه تؤثر وتروى، وكان أقرب فنونه قرابة إلى نفسه، وأحبها إليه يتوسل بها عند ربه للمثوبة وادخار الاجر، وفيها أجوبة بارعة محيرة تدل على ذكاء نادر.
من أحسن ما روى عنه أنه وقع نزاع بين أهل السنة والشيعة ببغداد في المفاضلة بين أبى بكر وعلى رضي الله عنهما ورضى المتنازعون بما يجيب به أبو الفرج فأقاموا شخصا سأله عن ذلك، وهو في مجلس الوعظ على كرسيه.
فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته. ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك. فقال أهل السنة: هو أبو بكر لان ابنته عائشة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت الشيعة: هو علي بن أبي طالب لان فاطمة بنت رسول الله عليه وسلم تحته.
وليس بعد هذا الجواب غاية، في التلطف وحضور البديهة ورقة الخلوص