وكتب إلى هشام يتقاعد خالد بالمال الذي خرج عليه فكتب إليه هشام بالبسط عليه (1).
فدعا به يوسف بن عمر وقال:
ما هذا التقاعد بمال السلطان يا ابن الكاهن؟ - يعني شق ابن صعب المعروف بالكهانة وكان خالد بن عبد الله من ولده.
فقال له خالد بن عبد الله.
أتعيرني بشر في يا ابن الخمار؟ وإنما كان أبوك وجدك بالطائف أصحاب حانة.
وبلغ هشاما أن خالدا بذر ذلك المال في الناس، فكتب إلى يوسف يأمره بإطلاقه، والكف عنه.
فلم يزل خالد مقيما بالكوفة حتى خرج زيد بن علي، بن الحسين، بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بالكوفة.
وكان خروجه في صفر سنة ثماني عشرة ومائة.
فسار إليه يوسف بن عمر، فالتقوا بالكناسة (2).
فانهزم أصحاب زيد، وخذلوه.
فأخذه يوسف بن عمر، فضرب عنقه.
وبعث برأسه إلى هشام، وصلب جسده بالكناسة.
وأن خالدا كتب إلى هشام يستأذنه في الخروج إلى طرسوس (3) غازيا متطوعا، فأذن له هشام في ذلك، فسار حتى وافى طرسوس فأقام بها مرابطا.