قال عبد الكريم: فسرت حتى وافيت دمشق، فدخلت على هشام، فسلمت عليه بالخلافة.
فقال لي: من أنت؟
قلت: أنا عبد الكريم بن سليط بن عطية الحنفي.
قال: كيف علمك بخراسان وأهلها؟
قلت: أنا بها جد عالم.
ثم أخبرته أن وجهي كان منها بكتاب أميرها جعفر بن حنظلة البهراني إلى يوسف بن عمر يخبره بما حدث فيها.
قال: إني أريد أن أولي أمرها رجلا من القواد، الذين هم مرتبون بها، فمن ترى أن أولي أمرها منهم، وأيهم أقوم بها؟
قال عبد الكريم: - وكان هواي في اليمانية - فقلت:
يا أمير المؤمنين، أين أنت من رجل من قوادها ذي حزم، وبأس، ومكيدة، وقوة، ومكانفة من قومه؟
قال: ومن هو؟
قلت: جديع بن علي الأزدي المعروف بالكرماني.
قال: وكيف يسمى الكرماني؟
قلت: ولد بكرمان، كان أبوه مع المهلب عند محاربته الأزارقة، فولد هذا هناك.
قال: لا حاجة لي في اليمانية - وكان هشام يبغض اليمانية، وكذلك سائر بني أمية -.
قلت: يا أمير المؤمنين، فأين أنت من المجرب البطل النافذ اللسن؟
قال: ومن هو؟
قلت: يحيى بن نعيم، المعروف بأبي الميلاء، وهو ابن أخي مصقلة بن هبيرة.
قال: لا حاجة لي فيه، لأن ربيعة لا تسد بها الثغور.