وذلك لأن الظاهر روايته عن شيخه محمد بن عثمان النصيبي القاضي أبي الحسين المتقدم، ولكن بقراءة أحمد بن الحسين الغضائري على النصيبي، وسماع النجاشي منه.
وكان أحمد يحضر مع النجاشي للقرائة والسماع من مشايخ الحديث في عصره، مثل أبي الحسين محمد بن عثمان النصيبي القاضي.
وأحمد بن عبد الواحد المعروف بابن عبدون، ففي ترجمة علي بن الحسن ابن فضال (ر 676) قال: قرأ أحمد بن الحسين كتاب الصلاة، والزكاة، ومناسك الحج، والصيام، والطلاق، والنكاح، والزهد، والجنائز، والمواعظ، والوصايا، والفرائض، والمتعة، والرجال، على أحمد بن عبد الواحد في مدة سمعتها منه رحمه الله.
والحسين بن عبيد الله الغضائري والده، فكان يحضر مع النجاشي عند القراءة على والده (رحمه الله)، كما نص عليه في ترجمة أحمد بن الحسين الصيقل (ر 200).
بل كان النجاشي (رحمه الله) يحضر عند أحمد بن الحسين، وفي مجلسه. ومن ذلك يظهر علو شأنه وجلالته، ففي ترجمة علي بن محمد بن شيران الابلي (ر 705) قال:
مات سنة عشرة وأربعمائة (رحمه الله)، كنا نجتمع معه عند أحمد بن الحسين.
وكان النجاشي (رحمه الله) استفاد منه أحوال الرواة وأنسابهم، وما ورد فيهم من المدح والذم، وكتبهم وأصولهم، ورآها عنده بخط مؤلفيها، وغير ذلك مما يتعلق بالرجال والأسانيد والطرق.
وقد عد جماعة من المتأخرين في وجه تقديم قول النجاشي على الشيخ وغيره أمورا:
منها: مصاحبته (رحمه الله) مع أحمد بن الحسين، وسماعه منه، وكونه خصيصا به، وأنه لذلك لا يوجد في رجال النجاشي ما يخلو منه كتب غيره.
قلت: وبالتأمل في كتابه يظهر تمامية ما أفيد، فقد سمع منه ما لم يسمعه من