نحو الاستعارة فليس التجوز والتصرف هنا في لفظ الأسد بأن يراد به الرجل الشجاع والا لم يكن فرق بين قولنا زيد أسد وقولنا زيد شجاع والفرق الوجداني لا ريب فيه، بل التصرف في أمر عقلي، وذلك باعتبار زيد فردا من أفراد الأسد ادعاءا مع استعمال لفظ الأسد في نفس مفهومه، فالتجوز بحمل لفظ الأسد بما له من المعنى على زيد.
الثانية: ما طرحه الأستاذ السيد الخوئي (قده) بأن المجاز عبارة عن عدم تطابق المراد الاستعمالي مع المراد الجدي، ففي قولنا زيد أسد يراد بلفظ الأسد الحيوان المفترس على صيد الدلالة الاستعمالية والرجل الشجاع على صعيد الدلالة التصديقية (1).
الثالثة: ما هو المختار عندنا من أن المجاز عبارة عن اعطاء حد شئ لشئ آخر بدافع نقل التأثير الاحساسي من المشبه به للمشبه، وبيان ذلك:
أننا لو قلنا رأيت أسدا يرمي فليس المراد بلفظ الأسد الرجل الشجاع، لان حلول الشجاع محل الأسد في الجملة مستهجن في الذوق العرفي، فإننا لو قلنا زيد شجاع بل أسد أو ليس زيد شجاعا فقط بل هو أسد لعد ذلك اضرابا وترقيا مستلطفا مع أنه لو كان المراد بلفظ الأسد الرجل الشجاع لكان هذا الاضراب مستهجنا.
فالتجوز الحقيقي حينئذ في اعطاء حد الحيوان المفترس وهو الأسد لزيد الانسان بدافع نقل التأثير الاحساسي لشخصية الأسد في النفوس المولد للهيبة والخوف إلى زيد الشجاع. وبين هذه الصياغات الثلاث فروق تعرضنا لها في بحث الحقيقة والمجاز.
والنتيجة على ضوء هذا الاتجاه بصياغاته الثلاث هو كون استعمال اللفظ