الوضع غالبا، بينما إذا تأملنا في حقيقة الوضع نجدها أمرا ميسورا يصدر حتى من الأطفال والمجانين بل من الحيوانات فكيف يصح تفسير هذا الامر الميسور بهذا المعنى الدقيق الذي لا تناله الافهام السطحية الساذجة (1).
ويلاحظ على هذا الايراد:
أولا: النقض بمسلك التعهد فإن الأستاذ السيد الخوئي (قده) مع ايراد هذا الاعتراض على مسلك الهوهوية يتبنى مسلك التعهد النفساني بين الواضع ونفسه - أي أنني متى ذكرت اللفظ الكذائي فاقصد المعنى الفلاني - مع أن مسلك التعهد مورد لنفس الاشكال، وهو بعده عن الأذهان العامية الساذجة التي تمارس عملية الوضع غالبا.
ثانيا: ان جعل الهوهوية امر سهل يسير لا يحتاج لعمق الفكر ولا دقة التأمل لأنه لون من ألوان المجاز، وهو ما يسمى بالاستعارة أي إلباس أحد الشيئين لباس الآخر وهذا ما يقوم به أغلب أبناء العرف في محاوراتهم، فمثلا قولهم فلان أسد وهي قمر وجاءني أسد لا اشكال أنه من مصاديق الاستعارة، وهي اعتبار الهوهوية بين النوعين وأن الرجل الشجاع مصداق للأسد بل هو أسد حقيقي.
وكقول الشاعر:
قامت تظللني ومن عجب * شمس تظللني من الشمس بل اعتبار الهوهوية يصدر حتى من الأطفال كما في مقام الشتم حيث يقال (يا كلب بن الكلب) فإن هذا الاطلاق استعارة حقيقية واعتبار للهوهوية. فإذا كان اعتبار الهوهوية من المرتكزات المستقرة في أذهان المجتمعات فلا مانع من تصوير الوضع بالمعنى المصدري بمعنى الهوهوية