بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤٣٩
فيهما على خصوص الندب أو مطلق الطلب (1)، ولا يبعد دعوى استقلال العقل بحسن المسارعة والاستباق، وكان ما ورد من الآيات والروايات
____________________
الغضب الذي استحقه، والامر كذلك في آية الاستباق، فان الظاهر أن الذي يترتب عليه الخير هو نفس فعل المأمور به وليس في الاستباق خير آخر في قبال الخير الذي في المأمور به، والا لكان شيئا آخر لا إستباق إلى ما هو الواجب والخير، فحينئذ يكون الغرض ان ترك الاستباق إلى الخير شر، فلذا ناسب ان يكون الامر فيه بنحو التحذير.
(1) هذا هو الجواب الثاني، وحاصله: انه لابد من تخصيص هاتين الآيتين بعد البناء على دلالتهما على الوجوب، لوضوح انه كما أنه بالاستباق إلى فعل الوجوب تحصل المغفرة كذلك تحصل بالاستباق إلى فعل المستحب، ولا يعقل ان يكون الاستباق إلى المستحب واجبا بحيث يكون تركه موجبا للعقاب، فلابد من التخصيص بالمستحبات وكذلك من تخصيصها بالواجبات التي دلت الأدلة على جواز التراخي فيها، فان الاستباق والمسارعة إليها لا تجب قطعا بعد دلالة الأدلة على جواز التراخي فيها، وخروج المستحبات بأجمعها وكثير من الواجبات التي يجوز التراخي فيها يلزم اختصاص الآيتين بالفرد القليل النادر، ولا تكون آية الاستباق والمسارعة شاملة للاستباق إلى فعل المستحبات وهذه الواجبات التي دل الدليل على عدم وجوب المسارعة فيها، ومن الواضح أيضا ان الاستباق والمسارعة إلى فعل المستحبات وهذه الواجبات التي يجوز التراخي فيها حسن ومحبوب، وهو استباق إلى ما يقتضي المغفرة والخير، ولابد من التماس دليل آخر للدلالة على استحباب المسارعة فيهما.
فالأولى ان يحمل الامر في الآيتين على استحباب المسارعة والاستباق ليشمل الجميع، ولا داعي إلى التماس دليل آخر لاستحباب المسارعة والاستباق إلى المستحبات والواجبات التي يجوز التراخي فيها، ولذا قال (قدس سره): ((فلابد من
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 435 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443