بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٣٠٦
وتوبيخه على مجرد مخالفته، كما في قوله تعالى: (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) (1).
____________________
(1) العمدة فيما استدل به على كون الوجوب والالزام مأخوذا فيما وضع له لفظ الامر: هو التبادر والانسباق إلى هذا الطلب المقيد بكونه بالغا حد الالزام من اطلاق لفظ الامر المستند ذلك الانسباق إلى حاق لفظ الامر بحيث عندما يسمع أحد لفظ الامر المجرد عن كل شيء أو لفظ: امر زيد عمرا من دون قرينة حال أو مقال يتبادر السامع منه ان الطلب هو الطلب الوجوبي، وهذا لو تم كان دليلا تاما على وضع الامر لخصوص الطلب الوجوبي، الا ان المنكر يمنع هذا التبادر، ويدعي: ان الامر موضوع للطلب الصادر من العالي لا خصوص الالزامي منه، ولذا يصح الاستفهام عنه، وان الامر هل كان بنحو الالزام، ولو كان الالزام دخيلا فيه لما صح الاستفهام لوضوح المعنى وعدم احتماله الا لشيء واحد خاص: وهو الطلب الالزامي.
نعم، فيما كان الآمر لا يأمر الا بالطلب الالزامي كان المفهوم من الامر هو الوجوب، الا ان هذا للقرينة لالحاق لفظ الامر كأوامر السلاطين والحكومات بالنسبة إلى أمرائهم ومنصوبيهم، ولكنه كما عرفت انه للقرينة وغير مستند لحاق اللفظ. ودعوى عدم صحة حمل لفظ الامر على الطلب الاستحبابي ممنوعة، فإنه يصح حمله عليه حملا غير مستند إلى لحاظ علاقة أصلا ليكون صحة الحمل بلحاظ المجازية.
وعلى كل حال فدليل المصنف على دعواه: هو التبادر، وذكر مؤيدات أربعة لهذه الدعوى وهو اختصاص لفظ الامر بخصوص الطلب الالزامي.
الأول: من المؤيدات قوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) (1) ويمكن بيانه بوجهين:

(1) النور: الآية 63.
(٣٠٦)
مفاتيح البحث: السجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 305 306 308 309 310 312 313 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443