بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢١٥
لا يقال: كيف؟ وقد قيل: بأن أكثر المحاورات مجازات. فإن ذلك لو سلم، فإنما هو لأجل تعدد المعاني المجازية بالنسبة إلى المعنى الحقيقي الواحد (1).
____________________
(1) أورد هذا المعترض على نفسه: بأن ما تدعيه - من كون الحكمة تقتضي توسعة المعنى الموضوع له تقليلا للمجاز - ينافي ما هو المعروف من أن أكثر المحاورات مجازات. ولو كانت المجازية منافية لحكمة الوضع لما كانت المحاورات المجازية أكثر من المحاورات الحقيقية، فان معنى كثرة المحاورات المجازية هو كثرة الاستعمال المجازي، فلابد حينئذ ان لا تكون كثرة الاستعمال المجازي منافية لحكمة الوضع فأجاب عن ذلك بقوله: ((فان ذلك لو سلم... الخ)). وقد أجاب بجوابين:
الأول: ما أشار اليه بقوله: ((لو سلم)) وحاصله: انه لا نسلم هذا المعروف، بل نقول: ان الاستعمالات الحقيقية والمحاورات المبنية على استعمال اللفظ فيما وضع له أكثر من الاستعمالات المجازية.
والثاني: إنا نسلم هذا المعروف، ولكن نقول: ان معنى قولهم أكثر المحاورات مجازات انما هو لأن المعاني المجازية متعددة، فان لفظ الأسد الموضوع للحيوان المفترس له مناسبات كثيرة: الرجل الشجاع، والرجل الأغر، والرجل الكريه المنظر، والرجل الشرس الاخلاق، وغيرها فان مجموع هذه المجازات أكثر استعمالا من الاستعمال الحقيقي، لا ان كل واحد من المجازات أكثر من المعنى الحقيقي، فالمجازات باعتبار تعددها تكون أكثر، لا كل واحد منها يكون أكثر.
والمنافي لحكمة الوضع هو ان يكون كل واحد من المجازات استعمال اللفظ فيه أكثر من الاستعمال في المعنى الحقيقي والى هذا أشار بقوله: ((لو سلم فإنما هو)): أي لو سلم كثرة المحاورات المجازية فان هذه الكثرة انما هي لأجل تعدد المعاني المجازية، فهي بمجموعها أكثر من المعنى الحقيقي الواحد، لا كل واحد منها أكثر من المعنى الحقيقي.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 211 212 213 214 215 216 217 219 221 222 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443