لأنا نقول: هذا الانسباق، وإن كان مما لا ينكر، إلا أنهم في هذا العنوان بصدد تعيين ما وضع له المشتق، لا تعيين ما يراد بالقرينة منه (1).
____________________
انهم اشترطوا في العمل دلالة الحال أو الاستقبال، ومن المعلوم ان الدلالة على الاستقبال تستفاد من القرينة، لأنهم اتفقوا على كون اسم الفاعل وساير المشتقات مجازا في المستقبل. ولا إشكال ان المورد المجازي تتكفل الدلالة عليه القرينة، والى هذا الجواب أشار بقوله: ((ضرورة ان المراد الدلالة على أحدهما... إلى آخره)).
وفيه أولا: ان الاستقبال ليس مجازا دائما، بل فيما كان الجري بلحاظ حال الاستقبال فإنه حقيقة.
وثانيا: ان معنى دلالة القرينة: هو اعداد اللفظ للدلالة، فان أسدا بواسطة يرمي يكون بنفسه دالا على الرجل الشجاع، وليس معنى دلالة القرينة هو كون اللفظ المستعمل مجازا أجنبيا عن الدلالة.
(1) المراد من لا يقال: الإشارة إلى ما يمكن ان يكون مستندا إلى من يدعى ان المراد من الحال في العنوان هو حال النطق.
وحاصله: انه لا اشكال في أن لفظ الحال إذا اطلق فالمنسبق منه عند اطلاقه هو حال النطق، فلفظ الحال له ظهور في حال النطق، وأيضا ان نفس المشتق إذا اطلق أيضا المنصرف منه هو تلبس الذات بالمبدأ في حال النطق وإذا، لم يكن للمشتق انصراف بنفسه إلى حال النطق فلا أقل من أن قرينة الحكمة تعين حال النطق فإذا كان المتكلم في مقام البيان لظرف التلبس وقال: زيد قائم - مثلا - فقرينة الحكمة تدل على
وفيه أولا: ان الاستقبال ليس مجازا دائما، بل فيما كان الجري بلحاظ حال الاستقبال فإنه حقيقة.
وثانيا: ان معنى دلالة القرينة: هو اعداد اللفظ للدلالة، فان أسدا بواسطة يرمي يكون بنفسه دالا على الرجل الشجاع، وليس معنى دلالة القرينة هو كون اللفظ المستعمل مجازا أجنبيا عن الدلالة.
(1) المراد من لا يقال: الإشارة إلى ما يمكن ان يكون مستندا إلى من يدعى ان المراد من الحال في العنوان هو حال النطق.
وحاصله: انه لا اشكال في أن لفظ الحال إذا اطلق فالمنسبق منه عند اطلاقه هو حال النطق، فلفظ الحال له ظهور في حال النطق، وأيضا ان نفس المشتق إذا اطلق أيضا المنصرف منه هو تلبس الذات بالمبدأ في حال النطق وإذا، لم يكن للمشتق انصراف بنفسه إلى حال النطق فلا أقل من أن قرينة الحكمة تعين حال النطق فإذا كان المتكلم في مقام البيان لظرف التلبس وقال: زيد قائم - مثلا - فقرينة الحكمة تدل على