بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢١٣
إن قلت: لعل ارتكازها لأجل الانسباق من الاطلاق، لا الاشتراط (1).
____________________
ويحتمل ان يكون مراد بعض الأجلة غير هذا فان هذا الاشكال والجواب عنه من الشايعات التي يبعد ان تخفى، وان مراده هو ان التضاد الذي جعل دليلا للوضع لخصوص المتلبس هو من المصادرات، وان القائل بالوضع لخصوص المتلبس يرى التضاد، واما من يقول بالوضع للأعم فلا يرى تضادا بين القائم والقاعد، ولا بين الأسود والأبيض.
والجواب عنه: ان التضاد المدعى لنا ليس هو التضاد عندنا، بل عند العرف الذي لا يعرف من هذا النزاع شيئا أو عند كل أحد حيث يرجع إلى فطرته وارتكازه، وانكار التضاد الارتكازي مكابرة لا مصادرة، فان العرف يرى أن بين المفهوم الموضوع له لفظ الأسود، والمفهوم الموضوع له لفظ الأبيض تضادا، وان أحدهما لا يجتمع مع الآخر بجميع ماله من المعنى، وانكار هذا التضاد مما لا ينبغي ان يرتاب في بطلانه، وإذا ثبت التضاد فلازمه الوضع لخصوص المتلبس، وقد أشار إلى الايراد بقوله: ((من عدم التضاد على القول بعدم الاشتراط)) والى الجواب بقوله: ((لما عرفت من ارتكازه بينها كما في مبادئها)): أي لا فرق في المرتكزات بين المبادئ ومشتقاتها من ثبوت التضاد فيهما معا وإذا ثبت التضاد بين المشتقات فليس ذلك الا للوضع لخصوص المتلبس.
(1) وحاصله: أن التضاد لا يثبت الوضع لخصوص المتلبس، لجواز ان يكون موضوعا للأعم، ولكن ينصرف منه عند اطلاقه خصوص المتلبس، فالتضاد بين المشتقات لانصرافها إلى خصوص المتلبس، لا لأن المتلبس هو الموضوع له، فليس التلبس شرطا في ما هو الموضوع له، بل هو أحد افراد الموضوع له ينصرف اليه عند الاطلاق، وهذا معنى قوله: ((لعل ارتكازها لأجل الانسباق من الاطلاق، لا الاشتراط)) أي ان المتلبس هو المنصرف اليه، لا أن التلبس شرط في الموضوع له.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 211 212 213 214 215 216 217 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443