داحي المدحوات وبارئ المسموكات وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحننك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق والمعلن الحق بالحق والدامغ لجيشات الأباطيل كما حمل فاضطلع بأمرك بطاعتك مستوفزا في مرضاتك غير نكل في قدم ولا وهن في عزم واعيا لوحيك حافظا لعهدك ماضيا على نفاذ أمرك حتى أورى قبسا لقابس آلاء الله تصل بأهله أسبابه به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والاثم وأبهج موضحات الاعلام ونائرات الاحكام ومنيرات الاسلام فهو أمينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدين وبعيثك نعمة ورسولك بالحق رحمة اللهم أفسح له في عدنك واجزه مضاعفات الخير من فضلك مهنآت غير مكدرات من فوز ثوابك المحلول وجزيل عطائك الملول اللهم أعل على بناء الناس بناءه وأكرم مثواه لديك ونزله وأتمم له نوره واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة مرضي المقالة ذا منطق عدل وخطة فصل.
وحجة وبرهان عظيم هذا مشهور من كلام علي رضي الله عنه وقد تكلم عليه ابن قتيبة في مشكل الحديث وكذا أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي في جزء جمعة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن في إسناده نظرا قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي: سلامة الكندي هذا ليس بمعروف ولم يدرك عليا كذا قال وقد روى الحافظ أبو القاسم الطبراني هذا الأثر عن محمد بن علي الصائغ عن سعيد بن منصور حدثنا نوح بن قيس عن سلامة الكندي قال كان علي رضي الله عنه يعلمنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول اللهم داحي المدحوات وذكره.
(حديث آخر) قال ابن ماجة حدثنا زياد بن عبد الله حدثنا المسعودي عن عون بن عبد الله عن أبي فاختة عن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه قال قالوا له علمنا قال قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وهذا موقوف وقد روى إسماعيل القاضي عن عبد الله بن عمرو أو عمر على الشك من الراوي قريبا من هذا (حديث آخر) قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا أبو إسرائيل عن يونس بن حباب قال خطبنا بفارس فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فقال أنبأني من سمع ابن عباس يقول هكذا أنزل فقلنا أو قالوا يا رسول الله علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وارحم محمدا وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد فيستدل بهذا الحديث من ذهب إلى جواز الترحم على النبي صلى الله عليه وسلم كما هو قول الجمهور ويعضده حديث الاعرابي الذي قال: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حجرت واسعا وحكى القاضي عياض عن جمهور المالكية منعه قال وأجازه أبو محمد بن أبي زيد (حديث آخر) قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر ورواه ابن ماجة من حديث شعبة به (حديث آخر) قال أبو عيسى الترمذي حدثنا بندار حدثنا محمد بن خالد بن عثمة حدثني موسى بن يعقوب الزمعي حدثني عبد الله بن كيسان أن عبد الله بن شداد أخبره عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بي