الواحد ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر " ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يونس ابن محمد المؤدب عن حماد بن سلمة به (حديث آخر) قال ابن ماجة حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو وحدثنا أبو نميلة حدثنا خالد بن عبيد حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ذهب بي ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية قريب من مكة فإذا أرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تخرج الدابة من هذا الموضع " فإذا فتر في شبر قال ابن بريدة فحججت بعد ذلك بسنين فأرانا عصا له فإذا هو بعصاي هذه كذا وكذا. وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة أن ابن عباس قال: هي دابة ذات زغب لها أربع قوائم تخرج من بعض أودية تهامة. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال قال عبد الله تخرج الدابة من صدع من الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام لم يخرج ثلثها وقال محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح قال سئل عبد الله ابن عمرو عن الدابة فقال الدابة تخرج من تحت صخرة بجياد والله لو كنت معهم أو لو شئت بعصاي الصخرة التي تخرج الدابة من تحتها قيل فتصنع ماذا يا عبد الله بن عمرو فقال تستقبل المشرق فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل المغرب فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل اليمن فتصرخ صرخة تنفذه ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان قيل ثم ماذا قال ثم أعلم وعن عبد الله بن عمر أنه قال تخرج الدابة ليلة جمع.
رواه ابن أبي حاتم وفي إسناده ابن البيلمان وعن وهب بن منبه أنه حكى من كلام عزير عليه السلام أنه قال وتخرج من تحت سدوم دابة تكلم الناس كل يسمعها وتضع الحبالى قبل التمام ويعود الماء العذب أجاجا ويتعادى الأخلاء وتحرق الحكمة ويرفع العلم وتكلم الأرض التي تليها وفي ذلك الزمان يرجو الناس مالا يبلغون ويتعبون فما لا ينالون ويعملون فيما لا يأكلون رواه ابن أبي حاتم عنه. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح كاتب الليث حدثني معاوية بن صالح عن أبي مريم أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول إن الدابة فيها من كل لون ما بين قرنيها فرسخ للراكب وقال ابن عباس هي مثل الحربة الضخمة وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال إنها دابة لها ريش وزغب وحافر وما لها ذنب ولها لحية وإنها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثها رواه ابن أبي حاتم وقال ابن جريج عن أبي الزبير أنه وصف الدابة فقال رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أبل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هر وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعا تخرج معها عصا موسى وخاتم سليمان فلا يبقى مؤمن إلا نكتت في وجهه بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشوا تلك النكتة حتى يسود بها وجهه حتى إن الناس يتبايعون في الأسواق بكم ذا يا مؤمن بكم ذا يا كافر؟
وحتى إن أهل البيت يجلسون على مائدتهم فيعرفون مؤمنهم من كافرهم ثم تقول لهم الدابة يا فلان أبشر أنت من أهل الجنة؟ ويا فلان أنت من أهل النار فذلك قول الله تعالى (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون).
ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون (83) حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون (84) ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون (85) ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون (86) يقول تعالى مخبرا عن يوم القيامة وحشر الظالمين من المكذبين بآيات الله ورسله إلى بين يدي الله عز وجل ليسألهم عما فعلوه في الدار الدنيا تقريعا وتوبيخا وتصغيرا وتحقيرا فقال تعالى (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) أي من كل قوم وقرن فوجا أي جماعة (ممن يكذب بآياتنا) كما قال تعالى (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) وقال