حدثنا عبد الله بن عياش حدثنا عبد الله بن سلمان عن دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام والعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء والحوت على صخرة والصخرة بيد الملك والثانية سجن الريح والثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم والخامسة فيها حياة جهنم والسادسة فيها عقارب جهنم والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد أمامه ويد خلفه فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء أطلقه " وهذا حديث غريب جدا ورفعه فيه نظر، وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده حدثنا أبو موسى الهروي عن العباس بن الفضل قال: قلت ابن الفضل الأنصاري؟ قال نعم عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأقبلنا راجعين في حر شديد فنحن متفرقون بين واحد واثنين منتشرين قال وكنت في أول العسكر إذ عارضنا رجل فسلم ثم قال أيكم محمد ومضى أصحابي ووقفت معه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقبل في وسط العسكر على جمل أحمر مقنع بثوبه على رأسه من الشمس فقلت أيها السائل هذا رسول الله قد أتاك فقال أيهم هو؟ فقلت صاحب البكر الأحمر فدنا منه فأخذ بخطام راحلته فكف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنت محمد؟
قال " نعم " قال إني أريد أن أسألك عن خصال لا يعلمهن أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سل عما شئت " قال يا محمد أينام النبي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تنام عيناه ولا ينام قلبه " قال صدقت ثم قال يا محمد من أين يشبه الولد أباه وأمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فأي الماءين غلب على الآخر نزع الولد " فقال صدقت فقال ما للرجل من الولد وما للمرأة منه فقال " للرجل العظام والعروق والعصب وللمرأة اللحم والدم والشعر " قال صدقت ثم قال يا محمد ما تحت هذه يعني الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خلق " فقال فما تحتهم؟ قال " أرض " قال فما تحت الأرض؟ قال " الماء " قال فما تحت الماء؟ قال " ظلمة " قال فما تحت الظلمة قال " الهواء " قال فما تحت الهواء؟ قال " الثرى " قال فما تحت الثرى؟ ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء وقال " انقطع علم الخلق عند علم الخالق أيها السائل ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " قال فقال صدقت أشهد أنك رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيها الناس هل تدرون من هذا؟ " قالوا الله ورسوله أعلم قال " هذا جبريل عليه السلام " هذا حديث غريب جدا وسياق عجيب تفرد به القاسم بن عبد الرحمن هذا وقد قال فيه يحيى بن معين ليس يساوي شيئا وضعفه أبو حاتم الرازي، وقال ابن عدي لا يعرف قلت وقد خلط في هذا الحديث ودخل عليه شئ في شئ وحديث في حديث وقد يحتمل أنه تعمد ذلك أو أدخل عليه فيه والله أعلم وقوله " وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى " أي أنزل هذا القرآن الذي خلق الأرض والسماوات العلى الذي يعلم السر وأخفى كما قال تعالى " قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعلم السر وأخفى قال السر ما أسره ابن آدم في نفسه " وأخفى " ما أخفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه فالله يعلم ذلك كله فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد وجميع الخلائق في ذلك عنده كنفس واحدة وهو قوله " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " وقال الضحاك يعلم السر وأخفى قال السر ما تحدث به نفسك وأخفى ما لم تحدث به نفسك بعد وقال سعيد بن جبير أنت تعلم ما تسر اليوم ولا تعلم ما تسر غدا والله يعلم ما تسر اليوم وما تسر غدا، وقال مجاهد " وأخفى " يعني الوسوسة وقال أيضا هو وسعيد بن جبير وأخفى أي ما هو عامله مما لم يحدث به نفسه، وقوله " الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى " أي الذي أنزل عليك القرآن هو الله الذي لا إله إلا هو ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى وقد تقدم بيان الأحاديث الواردة في الأسماء الحسنى في أواخر سورة الأعراف ولله الحمد والمنة.
وهل أتاك حديث موسى (9) إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني انست نارا لعلي أتاكم بقبس أو أجد على النار