لأجل احترامهم رهطه.
المسألة الثانية: الرجم في اللغة عبارة عن الرمي، وذلك قد يكون بالحجارة عند قصد القتل، ولما كان هذا الرجم سببا للقتل لا جرم سموا القتل رجما، وقد يكون بالقول الذي هو القذف، كقوله: * (رجما بالغيب) * (الكهف: 22) وقوله: * (ويقذفون بالغيب من مكان بعيد) * (سبأ: 53) وقد يكون بالشتم واللعن، ومنه قوله: * (الشيطان الرجيم) * (النحل: 98) وقد يكون بالطرد كقوله: * (رجوما للشياطين) * (الملك: 5).
إذا عرفت هذا ففي الآية وجهان: الأول: * (لرجمناك) * لقتلناك. الثاني: لشتمناك وطردناك.
النوع الرابع: من الأشياء التي ذكروها قولهم: * (وما أنت علينا بعزيز) * ومعناه أنك لما لم تكن علينا عزيزا سهل علينا الإقدام على قتلك وإيذائك.
واعلم أن كل هذه الوجوه التي ذكروها ليست دافعا لما قرره شعيب عليه السلام من الدلائل والبينات، بل هي جارية مجرى مقابلة الدليل والحجة بالشتم والسفاهة.
قوله تعالى * (قال ياقوم أرهطى أعز عليكم من الله واتخذتموه ورآءكم ظهريا إن ربى بما تعملون محيط * وياقوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إنى معكم رقيب) *.
اعلم أن الكفار لما خوفوا شعيبا عليه السلام بالقتل والإيذاء، حكى الله تعالى عنه ما ذكره في هذا المقام، وهو نوعان من الكلام:
النوع الأول: قوله: * (يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط) * والمعنى: أن القوم زعموا أنهم تركوا إيذاءه رعاية لجانب قومه. فقال: أنتم تزعمون أنكم تتركون قتلي إكراما لرهطي، والله تعالى أولى أن يتبع أمره، فكأنه يقول: حفظتكم